338

রোকাম্বোল

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

জনগুলি

47

ولنعد الآن إلى شاروبيم، لقد تركناه في موقف تهلع له قلوب الجبابرة من الخوف، وقد صوب الكونت مسدسه على رأسه وقال له: لقد خسرت الرهان ولا بد لك من الموت، فجعل شاروبيم يرتجف من الخوف وينظر إليه نظرة المتوسل، فقال الكونت: إني أمهلك ثلاث دقائق كي تستغفر الله وتستعد للموت.

وكان شاروبيم قد عاد إليه صوابه في هذه المهلة فقال: لا أنكر أني خسرت الرهان، ولكن لا بد لي من ملاحظة أبديها، وهي أنه بدلا من أن تقتلني وتعرض نفسك لمعاقبة القوانين الفرنسية، اقتلني تحت ظاهرة المبارزة وأمام شاهدين كما اتفقنا من قبل، فتبلغ غرضك من قتلي دون أن يعاقبك الشرع، وذلك أننا نتبارز بغدارتين أحدهما محشوة وتكون لك، والآخرى فارغة وتكون لي. - أية فائدة لك من ذلك إذا كنت مقتولا في الحالتين؟ أما أنا فإني أرضى أن أكون مسئولا لدى الشرع. - إن فائدتي أني أريد أن أموت موت الأشراف في ساحة مبارزة، لا مقتولا قتل المجرمين.

ولم يجبه، لكن باكارا ضحكت ضحكا عاليا ثم قالت: أتتكلم عن الأشراف وأنت لا صلة بينك وبين الشرف.

فنظر إليها نظرة منكرة وقد علم أنها هي التي قضت عليه بالموت وليس الكونت، أما باكارا فلم تحفل به وقالت: إن الشريف لا يبارز سوى الشريف، وقد راهنك الكونت حين كان منخدعا بك منذ أيام، أما الآن يعلم أنك عضو عامل في عصابة لصوص. ثم التفتت إلى الكونت قائلة: أيها الصديق ، اقتل هذا الأثيم، فإن قتله قد يسر المركيزة فان هوب.

ولما سمع شاروبيم اسم المركيزة علم أن باكارا واقفة على كل الدسيسة، وصاح قائلا: رحماك إنني ألتمس العفو.

أما الكونت فإنه أخرج مسدسه من جيبه وقال: لقد انتهى زمن المهلة، اركع واستعد للموت.

فركع شاروبيم أمام قدمي الكونت وقال وقد اصطكت أسنانه من الخوف: رحماك يا سيدي الكونت، واعف عني، فما أنا إلا خائن أثيم، وإنني أستحق أن تحتقرني وتدوسني بقدميك، فاحتقرني كما تشاء واصفح عن دمي، فإنني أفارق هذه البلاد فراق الأبد. ثم جعل يبكي وينظر نظر المستعطف المتوسل إلى الكونت وإلى باكارا، فدنت باكارا عند ذلك منه وقالت: قل، أتريد أن تعيش؟ - إنني أصنع لك جميع ما تريدين إذا أبقيت على حياتي. - إذن فإنك تستطيع أن تشتري حياتك بشرطين؛ أحدهما أن تقول لنا أية علاقة لك بالمركيزة فان هوب.

فقال شاروبيم بفرح: نعم، نعم إني أقول كل شيء على شرط أن تحميني منهم، فإنهم يقتلونني دون ريب. - من هم الذين يقتلونك؟ - أعضاء الجمعية السرية.

فقالت باكارا: اعلم قبل كل شيء أني واقفة على جميع أسراركم، فلا تكتم شيئا، وإذا أردت أن تعيش أحميك من هذه العصابة. - نعم يا سيدتي إني أقول كل شيء. ثم اندفع في القول فباح بجميع ما عرفناه من علائق هذه الجمعية، ومحل اجتماع أعضائها، وأسماء أولئك الأعضاء، وشدة خضوعهم لرئيس مجهول لا يعلم اسمه سوى روكامبول، ثم باح لها بجميع ما عهد إليه أن يصنعه مع المركيزة فان هوب، والفخ الذي نصب لها، وحديث ملايين الهندية، إلى غير ذلك مع جميع ما كان يعرفه.

অজানা পৃষ্ঠা