রোকাম্বোল
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
জনগুলি
فتململ البارون، ولكنه خشي أن يسيء إليه برفضه بعد كل ما كسب منه، فقبل بذلك على شرط أن يلعب دورا واحدا بلعبة «الكاراتيه»، فبرقت أسرة أندريا بأشعة الأمل، وأخذ الورق وقدمه لخصمه.
وإني لم أجد أشد هولا من هذا اللعب، ولا أعظم خطرا على أندريا من خسارته فيه، فإن شرفه كان متعلقا على الخسارة أو الربح؛ لأنه كان على ثقة من أن أباه لا يمده بشيء، وإذا خسر ولم يدفعه في اليوم الثاني حسب القواعد المقررة في المقامرة، فإنه يخسر شرفه وتسقط حرمته عند أشراف ميلان.
فأخذ البارون الورق وخلطه جيدا، ثم شرعا في اللعب، فربح أندريا في مرتين أربعة أعداد، ولم يبق عليه إلا عدد واحد ليربح، فخسر ذلك العدد، وربح في الدور الثاني أيضا فتساويا في الأعداد، وأصبح كلاهما في حاجة إلى عدد واحد، ولكن الأرجحية كانت للبارون لأن الورق كان بيده، فنظر إليه أندريا نظرة النمر المفترس وقال: ألا تريد أن نوقف اللعب ونؤجله إلى الغد؟ - لا حاجة إلى ذلك.
ثم خلط الورق وأعطاه، وبعد ذلك رمى ورقة إلى الأرض فكانت «الروا» وعدده واحد في قاعدة هذه اللعبة، فربح البارون ونهض يقول: إنك مديوني أيها الفيكونت بمائة ألف ريال.
فقال أندريا بصوت متهدج من اليأس: لنلعب أيضا أيها البارون، فإني كثير الغنى. - لم تسبق لي عادة أيها الصديق أن ألعب مرتين على الشرف، وفوق ذلك فإن الصباح قد طلع وأنا في حاجة إلى النوم.
فسكت أندريا وكأن الصاعقة انقضت على رأسه، ثم جعل ينظر بجمود إلى البارون وهو يجمع ذهبه وأوراقه، وأنا أراقبه حتى خشيت عليه من تأثيرات اليأس.
وبينما أنا أنظر إليه فاكرة في مصيره، وأكاد أذوب إشفاقا عليه؛ إذ رأيت عينيه قد برقتا بأشعة من الأمل، واستحالت هيئته بغتة من القنوط إلى البشر، فاعتذر إلي لكونه اضطرني إلى كثرة السهر ، وقام يشيع البارون.
وكان جميع الخدم نياما، وأنا وحدي ساهرة، وقد نالني من اليأس لخسارته نفس ما ناله، فلم يمض خمس دقائق حتى عاد إلى المنزل وعيناه تقدحان بشرر الغيظ، فرأيت بإحدى يديه خنجرا مصبوغا بالدماء، وباليد الثانية محفظة وبها جميع ما كسبه البارون تلك الليلة الهائلة، فصرخت من الرعب، وهربت من ذلك المنزل التعيس بغير أن يراني، فعثرت وأنا أعدو في الحديقة بجثة البارون القتيل، فزادني ذلك رعبا على رعبي، وأسرعت في العدو وأنا لا أعلم أين أسير، إلى أن بلغت للكنيسة التي رأيتني منطرحة على بابها، وكان ما كان من أمر إنقاذك إياي ومسيري معك.
فقال أرمان: قد علمت الآن ذلك السر في يأسك أيها الملاك المعبود، وعلمت لماذا تلحين في طلب الفرار. - كلا، فإنك لم تعلم بعد كل شيء، فإن هذا الشقي قد علم بإقامتنا في فلورانسا، وبعث إلي بهذه الرسالة الوجيزة وهي: «ارجعي إلي حالا، وإلا فإن عاشقك الجديد مقتول لا محالة.» يريد به أنت، فهل علمت الآن السبب الذي دعوتك لأجله إلى مغادرة فلورانسا؛ لأننا لو بقينا فيها لكان قتلك، فهو ذو قلب لا يعرف الرحمة، والآن فإنه يجب علينا أن نترك روما أيضا؛ لأنه عالم بوجودنا فيها.
ثم طوقته بذراعيها وقالت له بحنان: لنهرب أيها الحبيب، لنفر من ذلك القاتل. - كلا، لا نفارق أبدا روما، وإذا جسر على الدخول إلى هذا المنزل، فإني أريك كيف أقتله.
অজানা পৃষ্ঠা