রোকাম্বোল
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
জনগুলি
فقال بستيان بصوت الهازئ: أرأيت يا سيدي كيف خانك الجلد؟ نعم، إنها هربت من المستشفى، وأتت إلى الكونت أرمان.
فصاح أندريا صيحة يأس، وعض على شفته من الغيظ حتى كاد يدميها.
فقال له بستيان: أرأيت الآن أن ما أحدثك به شديد الأهمية جدير بالإصغاء؟ فتفضل إذن بالنزول عن جوادك لنجول في هذا الحديث.
وحاول أندريا الامتناع، فأخذ بستيان غدارة من جيبه وصوبها عليه، وهو يقول: تخير بين أن تنزل أو تموت.
وارتاع أندريا ونزل عن الجواد حذر الموت وقد علم أنه مغلوب.
وأسرع بستيان إلى امتطائه وصوب الغدارة على أندريا، وقال: إنك إذا حاولت الفرار أقتلك بغير إشفاق، فأصغ إلي الآن. إن باكارا قد أفلتت من ذلك السجن الذي وضعتها فيه، وحدثت الكونت أرمان بجميع ما كان من اتفاقكما مع بيرابو، ومن الرسالة التي استكتبتها إياها إلى يوم سرقة المحفظة، واتهام فرناند وهو بريء، والآن وقد ثبت لنا أن الفيكونت أندريا يحاول الاقتران بهرمين، طمعا بما سترثه من الملايين. - إذن لا تزال تعتقد أني هو نفس أندريا؟ - نعم، ولم يعد لك سوى سبيل للنجاة مما أنت فيه؛ ذلك أن تعدل عن الزواج بهرمين، ثم تدلنا على المكان الذي خبأت فيه حنة وسريز، وتغادر هذا البلد في الحال، وفي مقابل ذلك فإني مكلف من قبل أخيك الكونت أرمان، أن أنقدك خمسمائة ألف فرنك وإلا فإني قاتلك لا محالة. وصوب عليه الغدارة مرة ثانية. - إذا قتلتني فإنك لا تعرف أمرا. - إذن قل أين حنة وسريز؟
فقال أندريا بصوت القانط المغلوب: إنهما في بوجيفال في منزل محاط بروضة واسعة قرب الوادي، وهما في حراسة امرأة تدعى مدام فيبار. - احذر من أن تحاول الهرب فإني أقتلك، وإنك ستبقى في هذا الأسر عندي إلى أن أخبر الكونت بما كان، ويكتب لي أنه وجد الفتاتين، وإن كنت كاذبا فيما تقول فإني أقتلك بغير رحمة، والآن سر أمامي إلى كارلوفان.
فمشى أندريا وهو لا ينبس بكلمة، وبعد أن هدأ روعه نظر يمنة ويسرة ورأى ذلك الممر، وعلى يمينه البحر العجاج وعلى يساره ذلك الوادي العميق، فقال في نفسه: إن عثرة واحدة من الحصان تكفي أن تلقي براكبه إلى هذه الأعماق. وكان معه خنجرا، ففطن إليه وجعل ينظر إلى الهوة، وكان الجواد شديد القرب منها، فتظاهر أنه عثر وسقط على الأرض، فاستل خنجره بأسرع من لمح البصر، وطعن الجواد في بطنه طعنة شديدة؛ فصاح ذلك الجواد صيحة منكرة، وهوى براكبه إلى الوادي.
فوقف أندريا يشاهد ذلك السقوط ساخرا وهو يقول: حقا إن هذا المكان يفضل على سواه.
ورجع أندريا إلى منزل البارون، وبات تلك الليلة قرير العين، وفي اليوم التالي خلا بهرمين وبثها جواه بلهجة يأس وحزن عميق، فألفاها لا تزال معلقة بفرناند، ولكنه أنس منها إشفاقا عليه لما مثل أمامها من القنوط، فأيقن من الفوز؛ لعلمه بأن الإشفاق هو أقرب الطرق المؤدية إلى الحب، وكان يقول في هذا المعنى: إن درجات الحب تتألف من ثلاث هي: عدم المبالاة، والشفقة، والحب، وإن بين هذه الدرجات مسافات تعد بالسنين وبالأيام، وقد يحتاج إلى أعوام للوصول من عدم المبالاة إلى الشفقة، وأما من الشفقة إلى الحب فقد يصل المرء بأيام قلائل، وربما وصل بيوم أو بساعة.
অজানা পৃষ্ঠা