============================================================
موصوف ، بل مراده ان التمام هو كالعلة التي عنها يكون وجود المعلول ، وذلك انه رأي ان التمام علة للتام ، ومتقدم في الرتية عليه ، اذ لولا التمام لما وجد التام ، بدليل انه اذا رفع في الوهم التمام ارتفع التام (1) بارتفاعه ، كالمصادر التي عنها ينبعث الفعل الماضي ، والمستقبل ، والفاعل، والمفعول ، فاذا ارتفعت ارتفع بارتفاعها ما سبيله ان يوجد عنها عند التصريف ، فأجري العقل الاول لما كان اولا في الوجود ، وعنه وجدت الموجودات كالعلة ، فقال : هو التمام وأجري ما سماه النفس المنبعثة كالمعلول، فقال : هو التام ، واذ كان قصد صاحب الاصلاح ذلك كان قوله ان العقل الاول هو التمام حقا ، واذا كان حقا كان ما قاله صاحب النصرة علي هذا الوجه بحاملا علي صاحب الاصلاح .
الفصل الثاني ثم قول صاحب النصرة : ان التام افضل من التمام ، مع كون الكلام في التمام والتام ، في هذا الموضع علي المبدأ الاول ، الذي هو المعلول الاول والانبعاث الاول ، لا علي غيره يوجب ان يكون الشرف للمعلول لا لعلته ، بدليل ان التام كونه تاما لم يكن إلا بالتمام الذي لولاه لما كان اما ، وما كان كونه بشيء فذلك الشيء علته ، واذا كان ذلك (2) كذلك، وكان التام وجوده بالتمام ، فالتمام علة للتام ، والتام معلول للتمام ، واذا كان التام معلول التمام ، واوجب الشرف والفضل للتام علي التمام ، فقد اوجب بايجابه ذلك ان يكون المعلول اشرف من علته ، وذلك محال ، لان ما كان وجوده بوجود ما اذا ارتفعء ارتفع بارتفاعه وجوده ، فان ذلك الوجود الذي به وجوده دونه في الشرف والتقدم ، واذا كان ذلك حالا كان صاحب النصرة فيما اورده متحاملا علي صاحب الاصلاح .
4- غهرت واو الععطف بلسخة(ا) .
5 - سفطت في نسخة(ا).
পৃষ্ঠা ৫৬