রিয়াদ নাদিরা
الرياض النضرة
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ ١ وقول أبي بكر: صفه لي يحتمل معنيين:
أحدهما: إظهار صدق النبي ﷺ لقومه، فإنهم كانوا يثقون بقول أبي بكر فإذا طابق خبره ﷺ ما كان يعلم أبو بكر وصدقه به كان حجة عليهم ظاهرة.
الثاني: طمأنينة قلبه كقول٢ إبراهيم ﵇: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ ٣ لا أن أبا بكر كان عنده شك، كلا بدليل تصديقه أول وهلة والله أعلم.
وعن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله تعالى رفع لي بيت المقدس وأنا عند الكعبة، فجعلت أنظر إليه وإلى ما فيه، ولقد رأيت جهنم وأهلها فيها وأهل الجنة في الجنة قبل أن يدخلوها كما أنظر إليك، فخبرت بذلك قومي فكذبوني غير أبي بكر الصديق".
وعن مولى أبي هريرة قال أبو بكر بن أبي قحافة: أراه قال عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال ليلة أسري به: "قلت لجبريل ﵇: إن قومي لا يصدقونني، قال لي جبريل: يصدقك أبو بكر وهو الصديق". خرجهما في فضائل أبي بكر وخرج الباقي الملا في سيرته وقيل: سمي صديقًا لبداره إلى تصديق رسول الله ﷺ في كل ما جاء به عمومًا، ويشهد لراجحية هذا القول أن الصديق في اللغة -فعيل- معناها المبالغة في التصديق أي: يصدق بكل شيء أول وهلة.
ويؤيده حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: "هل أنتم
١ سورة الإسراء الآية: ٦٠. ٢ أي: الذي حكاه عنه الله تعالى بقوله: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ . ٣ سورة البقرة الآية: ٢٦.
1 / 80