فما مثله فيهم ولا كان قبله

وأخبار شجاعته وكرمه وسماحته وصدقته وصلته وعدالته وأمانته كثيرة منتشرة ، وأوصى إليه من الصحابة عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وابن مسعود ، والمقداد ، ومطيع بن الأسود ، وغيرهم . وكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من عنده . روى رضي الله عنه في الصحيحين تسعة أحاديث ، اتفقا على حديثين وباقيهما للبخاري . كما روى عنه ابناه عبد الله وعروة ، ونافع بن جبير وغيرهم . وقد قتل رضي الله عنه يوم الجمل ، وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، و كان عمره يومئذ تسعا وستين سنة .

وكان من خبر ذلك أن حضر يوم الجمل مقاتلا لعلى فأرسل إليه على عبد الله بن عباس ، فقال له ابن عباس : يقول لك ابن خالك عرفتنى بالحجاز وأنكرتني بالعراق ، فما [ عدا] مما [بدا] ؟ فبلغ منه هذا القول مبلغا ، وقال : ما كنت أرى أن ما خرجنا له يكون فيه قتال . وانصرف .

فلما كان من الغد حرش بين الناس غوغاؤهم وحملوهم ، فلما التحم الحرب ناداه علي وانفرد به فقال له : أتذكر إذ كنا مع

পৃষ্ঠা ৭৯