রিওয়ায়া লাম তুক্তাব বাকদ
فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد
জনগুলি
48
وكانت واحدة من صديقاتها القليلات اللواتي أسرت لهن فرجينيا بمرضها القديم. فكتبت في 30 أكتوبر عام 1930م: «... بالمناسبة، ما هي الحجج التي يمكن أن تقام ضد الانتحار؟ هل تعلمين ما هي «مشنقة فليبيرتي»
49
التي أعاني منها؟ حسنا: يباغتني، مع صفق الرعد ، فجأة شعور حاد بعدم الجدوى التام لحياتي. هذا شيء يشبه الركض برأسك صوب حائط في نهاية حارة مسدودة. والآن ما هو التصرف حيال هذا الشعور؟ أليس من الأفضل إنهاؤه؟ لست بحاجة لأن أقول أن ليس لدي أية نوايا نحو أية خطوة في هذا الصدد، غير أني ببساطة أود أن أعرف .. ما هي الحجج ضد إنهاء الحياة؟»
بعدها بستة أشهر في 29 من مارس 1931م، عادت فرجينيا إلى الموضوع ثانية: «لماذا شعرت بالانفعال بعد المحفل؟ سيكون أمرا مثيرا أن تعتمدي على بصيرتك الداخلية لتري إلى أي حد يمكنك الكتابة عن حالات العقل المختلفة التي تقودك إلى أن تقولي لليونارد حين تعودين إلى البيت: «لو لم تكن أنت هناك، لكنت قتلت نفسي! آه، كم أعاني!»
بعدها بعدة أيام سمعت «بياتريس ويب»
50
تتحدث عن الانتحار، وفي 8 أبريل كتبت لها: «وددت أن أخبرك، لكنني كنت خجلة جدا، كم كنت سعيدة بآرائك حول مشروعية البحث عن تبريرات ومسوغات للانتحار! وبما أنني أقدمت على المحاولة بالفعل أقول إن من أهم الدوافع، كما فكرت، ألا أكون عبئا على زوجي، غير أن الاتهام التقليدي بالجبن والخطيئة دائما ما يحتل الصدارة في آراء الناس.»
كان الانتحار هو الحديث دائم الحضور لدى وولف، وكان بوسعها تناوله بهدوء كمادة حديث في أوقات صحتها العقلية، رغم يقينها أن محاولاتها السابقة كان لها ما يبررها وكانت من قبيل الإيثار والغيرية. ولأن فترات صباها ومراهقتها كانت متخمة بحوادث موت الأبوين والأشقاء، فقد ظل الموت حاضرا أمامها طيلة حياتها. وكان حضور الموتى لديها على نفس قوة حضور الأحياء، إلى درجة أن إحساسها بالواقع أحيانا ما كان يتشوش بقوة حضور وحيوية الماضي.
من خلال كل الاعتبارات السالفة، يمكن أن نستخلص تشخيصا دقيقا لمرضها الأخير. من خلال رسالتها الأخيرة التي تركتها قبيل انتحارها. أكد المحللون النفسيون في تقاريرهم أن التشخيص هو «حالة اكتئاب حاد». هي تقول إنها لم تكن مكتئبة وحسب، بل ماضية نحو الجنون ثانية، وأظهرت لونا من جلد الذات نتيجة إيمانها أنها تفسد حياة زوجها. تملكها اليأس من أن تستطيع مواجهة هجمة المرض الأخيرة؛ ولذا آمنت أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الحياة. جاء في تقرير ليمان أن تعليقها حول روايتها الأخيرة لم يكن مفهوما، سيما وقد كانت قبل شهور فخورة وفرحة بها. وكانت محاولات إقناعها بجمال الرواية أو بإمكانية الشفاء تبوء بالفشل ولا طائل من ورائها. رفضت فرجينيا في البداية أن تطلع الطبيبة، حين فحصتها في اليوم السابق للحادثة، على الأعراض التي تنتابها، ولم تخبرها أن ثمة خللا في الأمر. وبعدها أكد الأطباء أن الأعراض جميعها تتطابق مع «الاكتئاب الحاد».
অজানা পৃষ্ঠা