রিওয়ায়া লাম তুক্তাব বাকদ
فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد
জনগুলি
في أوائل عام 1941م قررت فرجينيا إعادة قراءة كل تراث الأدب الإنجليزي وشرعت بالفعل في تنفيذ مشروعها.
سجل ليونارد وولف أول أعراض ما أسماه «اضطراب عقلي حاد»
44
في 25 يناير عام 1940م، وهو يوم عيد ميلادها، أثناء مراجعتها بروفة «بين فصول العرض»، كانت قد استمتعت بكتابة تلك الرواية، وكتبت حين انتهت من المسودة الأولى في نوفمبر السابق: «أشعر بأنني حققت انتصارا صغيرا بهذا الكتاب ... استمتعت بكتابة كل صفحة تقريبا.» ولما أحكم الاكتئاب الأخير قبضته عليها، تملكتها فكرة أن هذا الكتاب كان فشلا ذريعا.
اعتاد ليونارد أن يأخذ موقفا فوريا. قال في يومياته: «لسنوات كنت اعتدت أن أرصد أية علامات تنبئ بقدوم خطر على عقل فرجينيا، في البداية كانت الأعراض الإنذارية تجيء بطيئة لكن غير مضللة: الصداع، عدم النوم، فقدان المقدرة على التركيز. كنا تعلمنا أن الانهيار يمكن دوما تجنبه إذا ما تقوقعت داخل شرنقة السكون بمجرد أن تعلن الأعراض عن نفسها. لكن في هذه المرة لم تظهر الأعراض المنذرة.» الانهيار الآخر الذي حدث بغير مقدمات كان الأول في عام 1915م، وهو انهيارها الأطول والأكثر حدة.
الكاتب جون ليمان،
45
الذي كان يعمل في تلك الآونة لدى آل وولف في دار نشر هوجارث، كان رآها قبل أسابيع من موتها وتلقى أحد آخر رسائلها. كان قد طلب منه أن يقرأ البروفة النهائية من «بين فصول العرض» وكانت في تلك الآونة موقنة أن هذا العمل لا يساوي شيئا. في هذا الصدد يتذكر ليمان حالتها العقلية في مارس 1941م قائلا: «أصبحت مدركا تماما أن فرجينيا بدت متوترة وعصبية للغاية وتشارف الانهيار، كانت يداها ترتعشان بين الحين والآخر، بالرغم من أن حديثها ظل رصينا وواضحا على نحو تام. كانت قد أعطتني الرواية بثقة ، غير أنها فجأة بدت متشككة وقالت إنها رديئة جدا، لا يمكن أن تطبع ولا تستحق سوى التمزيق. وبكل رقة ولكن على نحو حاسم خالفها ليونارد رأيها.»
في الأيام التالية شرع ليمان في قراءة المخطوطة: «أول ما لفت انتباهي كان طريقة الكتابة - خط يدها - كانت الحروف غير منمقة ولا ينتظمها السطر، وهو مخالف لكل ما سبق من المخطوطات التي قرأتها لها من قبل. كل صفحة كانت زاخرة بالشطب والتصليحات، فطرأ على بالي أن اليد التي كتبت هذا الكلام قد مسها تيار كهربائي عالي الفولت.»
بعد هذا وصله خطاب من فرجينيا تخبره أن الكتاب سخيف ومبتذل وتافه، ولا ينبغي أن يطبع، وكانت الرسالة مغلفة برسالة أخرى لليونارد يقول فيها إنها على تخوم الانهيار. كلتا الرسالتين كتبت قبل يوم واحد من الانتحار. يقول ليمان: «حين وصلتني الرسالتان كان الوقت قد فات، فقد كنت موقنا من تيار الحزن الذي يسري بقوة تحت الكلمات في روايتها الأخيرة «بين فصول العرض»، الاكتئاب الحاد، الخوف الهائل، برغم الانطباع الأساسي والظاهري في الرواية، الذي كان أشبه بضحكة مدوية وثورة.»
অজানা পৃষ্ঠা