============================================================
الخليل خليلا لتخلل ذات المحبوب ذات المحب (ويظهر بمنه) لا بقولك وتأثير رياضتك واجتهادك غير ان ذلك متك سبب عادي لما يظهر لك ويتجلى (فيك علم لدي) به تكشف عن حقيقة الحقائق فيقال قيك، عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدتا علما، وهو علم الأذواق لا ما سطر على الاوراق (ثم) اي بعد ان يكون عشقك اياه ساريا في ذاتك وصفاتك (بفضله يعشقك) هو ايضا لا بسبب عشقك اياه اذ لا متة لك عليه بذلك وهو الذي وفقك اولا لأن تعشقه [ فائدة ) الفرق بين العشق والشوق ان الشوق هر اللذة والابتهاج بتصور المحبوب الغائب وتمثله في النفس مع تألم الفراق والعشق لذة وابتهاج بحضرة المحيوب عار عن الالم فالحق سبحانه يوصف بالعشق لأنه لا يتصور غيبة مبوب عنه ولا يوصف بالشوق الا تجوزا (فاذا عشقك يقتلك) بان يفنيك به (فاذا قتلك ) بالفناء به (فعليه ديتك) وديتك هو سبحانه وتعالى بان يقوم بك عنك وهذا ماخوذ من غبر، من قتلته فعلي ديته ومن علي ديته فأنا ديته، قال ابن الفارض في هذا المقام نان شئت ان تحيي سعيدا فمت به * شهيدا والا فالغرام له اهل (يوم الدين) اي يوم الجزاء، (يا اخواني) من المؤمنين السامعين (هذا) الذي ذكرته لكم من النصح (كله بيان وتعليم لكم) لكونكم غافلين عنه (حتى تعلموا لماذا خلقتم) قال تعالى، وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون، وقال في حديث قدسي، كنت كنزا مخفيا فأحببت ان أعرف فخلقت الخلق لأعرف (و) تعلموا (بماذا امرتم) من الامور المشروعة (و) تعلموا (الى ماذا دعيتم) فانما دعيتم الى الله ومن احسن قولا ممن دعا الى الله بعد ان اجاب هو دعوة الله (و) حتى (تعرفوا قصوركم) في الاعمال (ونسيانكم) الحق حتى انساكم انفسكم (وعللكم) القلبية التي اخرتكم عن الوصول (والزلل) الذي زلت به اقدامكم عن الصراط المستقيم والمنهج القويم (وهو) سبحانه (بقدرته خلقنا) فتحن وقدرتنا على الطاعة له فلا منة لنا عليه باعمال الطاعة له ثم اجاب قدس سره عن سؤال مقدر وهو انه مبحانه خلقنا لطاعته فلم خلق النفس والشيطان المعارضين لاعمال الطاعة فقال (واما خلق النفس والشيطان للمطيعين) امر الله (الطالبين) وجهه (فمن جزيل فضله واحسانه ليقطع) معشر المطيعين الطالبين بخلاف الفاسقين الفاجرين فان النفس والشيطان خلقا لشقائهم واتزالهم في الدرك الاسفل من النار لانهم مطيعون للنفس والشيطان فيما يامران به والمطيع لهما يقطع (طريق القرب والوصل اليه تعالى بمخالفتهما) اي النفس والشيطان لأنه كلما خالف أمرا لاحدهما حسبة لله
পৃষ্ঠা ৭৭