هلا طمعت يا معمر، يا آكل الأشلاء لا يحفل ضوء القمر، في استدراك المقال، والافتكاك من هذا العقال. كلا لو تجلو معيارك، وتمحو طومارك، وتقلّم أظفارك، وتنزع صلبانك وزنارك (^١)، وتعفي سبالك، وتنصب قذالك، وتقول ذلك، وتجعل الخصل كله للعرب، والفضل للنبع على الغرب. كفاك أن منهم آساد الله، وضراء الله، وسيوف الله (^٢)، ولهم بيت الله، وفيهم رسول اللّه وعترته أولياء الله، أئمة الهدى، وتتمة البأس والنّدى، وخير من انتعل وارتدى المؤثرون على أنفسهم ابن عمنا صدقا، وهادينا ومرشدنا وسيدنا حقًا، سيد البشر، وخاتم الرسل في محكم الزبر، شفيع هذه الأمة، وحاديها إلى عليين في خير أمة، سفير يوم العرض، وإمام أهل السماوات والأرض، منتهى لبنة الأحساب، في الأحساب، الناطق بكلامه داعى أهل الجنة ومنادى الحساب، الحاشر العاقب، الشهاب الثاقب، السابق الغالب، المتخير من ذؤابة لؤي بن غالب، الذي به نسخنا ملتكم، وفسخنا خلتكم، وكسرنا صلبكم، وغوّرنا قلبكم وطهّرنا بيعكم، واستظهرنا قلعكم، واستوطأنا نضائدكم، واستبطنا ولائدكم:
أعجلن عن شد البرى ولطالما … غودرن أن يمشين غير عجال
بهذا النبي الأمي، السيد العربي، نفاخر البشر، ونكاثر المطر، ونناظر الشمس والقمر، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصهاره، وصحبه وأنصاره، وحزبه، ومن مات على حبّه، كفاء العج والثج، والملبين بالحج، وسلام الله ورضوانه على سلالته الطاهرة، ووارث ملّته المنصورة، الإمام المهدى أبى عبد اللّه