٣ - ويبدو أن أبا عامر كان له شأن عظيم في دولة مجاهد، الأمر الذي حمله على أن يستدعى صديقه أبا جعفر بن الخراز لينضم إليه في خدمة مولاه مجاهد. كما يفهم من نص لابن الأبار (^١) أنه كان لابن غرسية ولد سماه «أبا جعفر أحمد» كان له مؤدب خاص من بين العلماء، وهو «أبو العباس الجريري». قال: «وسكن دانية وكان بها يؤدب أبا جعفر أحمد بن أبي عامر بن غرسية الكاتب». فهذا دليل على أنه كان من خواص الدولة، ودليل أن عمله الرسمي كان الكتابة.
٤ - ويفهم أيضا من هذا النص ومن ترجمة مجاهد التي سقتها من قبل أن ابن غرسية وجد في كنف مجاهد مرعى صالحا لشعوبيته، إذ أن مجاهدا كان مولى من موالى الروم، وهم مظنة البعد عن العصبية العربية.
وفي ذلك يقول أبو يحيى بن مسعدة في أواخر رسالته:
أيا عبد عبدٍ ألا تستحي … ولا لك دون النهى زاجر
فهو يعيره بأنه مولى مولى.
بل يبدو أن «مجاهدا العامري» كان مأوى وملاذا للشعوبيين، فكما نشأ ابن غرسية في بلاطه، نجد عالما آخر لائذا بكنفه، وهو اللغوي ابن سيدة صاحب المخصص. جاء في سير النبلاء (^٢) في ترجمته: «كان شعوبيا يفضل العجم على العرب» ثم قال: «وكان منقطعا إلى الأمير مجاهد العامري».
٥ - وهو يحاول أن يجتذب صديقه أبا جعفر بن الخراز من كنف ملك عربى، هو المعتصم باللّه أبو يحيى محمد بن معن بن صمادح التجيبى (^٣)، وكان المعتصم