ইবলিসের চিঠি
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
জনগুলি
الباب التاسع في النبوات
لما رأيت أن أساس أمرهم على النبوة وقواعد دينهم على الرسالة فبها يحتج الله على العباد حيث قال { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } وقال { ... وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } . ووجدتهم أجمعوا على النبوات وعدوها أصلا وردوا على البراهمة واليهود في إنكارها ، علمت أن لا مجال للكلام في دفعها أصلا . فدبرت في هدمها من وجه لا يعلمون وأتيت في ذلك شيئا فشيئا من حيث لا يشعرون .
...
فأول ما ألقيت إليهم من هذا الباب : أن الرسول لا معنى له والكتاب لا فائدة فيه ، لأنه إذا كان الإيمان والكفر من خلق الله والكافر لا يؤمن إذا لم يخلق فيه الإيمان وإن ملأ الدنيا بالرسل والكتب . وإن خلق فيه الإيمان آمن وإن لم يكن ثم رسول ولا كتاب ، فأي فائدة للرسل وأي تعلق له بالأعمال ؟ وإذا قيل لئلا يكون للعباد حجة فقولوا : أي حجة أعظم من أن يقول : خلقت في الكفر وأردته وأعطيت الاستطاعة الموجبة له ومنعتني من الإيمان فلم تخلقه في ولم ترده ، فهل ينفع مع هذا رسول أو تنقطع حجة ؟ فقامت المعتزلة على إنكار هذه المقالة وقابلوني بالرد ، وقبلتم أنتم ، فشكرت سعيكم !
... ولما أظهرت هذه الفصول في أمر الرسول قام معتزلي وقال : كذبت يا عدو الله على الله وعلى رسله ، بل العبد مخلى كما قال : { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. } . قلت لمشايخنا : أجيبوه ! فلم يكن عندهم شيء .
...
পৃষ্ঠা ৬৫