Imagists ، وقد ظهرت في أعقاب العصر الفكتوري وترعرت في نهاية العصر الجورجي .
وإذا كان الطابع العلمي قد أفاد الأدب من ناحية؛ فقد أضر به من ناحية أخرى. فهو قد وصله بالحياة إذ جعله واقعيا، ولكن تقطيع الأدب تقطيعا علميا وتشريحه تشريحا ماديا يفقده قيمته الفنية وجمال وحدته وتماسكه، ولا يظنن أحد أن الطابع العلمي يرمي إلى جعل الأدب علميا، ولكنه يدعو إلى التذرع بوسائل العلم وهي الشك والتحليل الدقيق والاستقراء العميق.
ومما لا شك فيه أن الراديو والسينما والصحافة طبعت الأدب الحديث بطابعها إلى حد كبير، حتى إن الكثير من الأعمال الأدبية صارت أشبه باللمحات الخاطفة، أو بالعلم السريع الملون، ولقد صار أدب لحظة ولحظة لا أدب أجيال وأجيال، وليس الأسلوب التصويري في مذهب الصوريين إلا وليد تلك الآلات الحديثة الاختراع.
بنى الصوريون مذهبهم على أن الأدب يجب أن يكون صورا متلاحقة مضغوطة، وقد بالغوا في ضغط صورهم وتفننوا حتى حملوا الكلمة الواحدة صورا مجتمعة لا صورة واحدة، ومازالوا يمعنون في مبالغتهم حتى صاروا يشحنون القصيدة الواحدة الضخمة في بيتين من الشعر لا ثالث لهما، ولكن المذهب الذي دعوا إليه لم يربطه بالماضي أي رباط، ولما شعروا بأن المبدأ الذي ينبت عن الماضي يضل سواء السبيل إذ لا يجد أساسا يرتكز عليه، بحثوا عن دعامة يؤسسون عليها مذهبهم فيصلونه بالحياة، فاهتدوا إلى مدرسة رأوها أقرب المدارس إلى مذهبهم وهي مدرسة الرمزية الفرنسية، تلك المدرسة التي أسسها أديب لا علاقة له بفرنسا هو «إدجار ألن بو».
وصلوا سلكهم بسلك الرمزية، ولكن شتان بين المذهبين، وإذا كان للصوريين فضل فهو لا يمت إلى مذهبهم بصلة، ولكنه ينحصر في أنهم تسببوا عن غير قصد في نقل مذهب الرمزية في الأدب إلى إنجلترا، ذلك المذهب الذي لا يخامرنا شك في أنه سيصبح أخطر المذاهب الأدبية شأنا في المستقبل، وسيضرب المجددون المفننون في كل اتجاه، ولكنهم لا بد راجعون إليه آخر المطاف مرغمين.
ولزيادة الموضوع شرحا أقول: إن مذهب الصوريين كان يعتمد على الأسس الآتية: (1)
التصوير الشعري. (2)
التركيز. (3)
الضغط. (4)
استعمال اللفظ الموحي.
অজানা পৃষ্ঠা