Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
সম্পাদক
عبد الفتاح أبو غدة
প্রকাশক
دار البشائر الإسلامية
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১৭ AH
প্রকাশনার স্থান
حلب
ورَوى الحافظُ الخطيبُ البغدادي في ((كتاب الرواة عن مالك)) من طريق إسماعيل بن أبي المُجالِد، قال: ((قال هارون الرشيد لمالك بن أنس: يا أبا عبدِ الله، نكتبُ هذه الكتبَ، ونُفَرِّقُها في آفاق الإِسلام، لنحمِلَ عليها الأمة، قال: يا أمير المؤمنين، إنَّ اختلافَ العلماء رحمةٌ من الله على هذه الأمة، كلٌّ يَتْبَعُ ما صَحَّ عنده، وكلٌّ على هُدَى، وكلٌّ يريدُ الله تعالى))(١).
ورَوى الحافظ أبو نُعَيم في ((حلية الأولياء))(٢)، عن عبد الله بن الحَكَم قال: ((سمعتُ مالك بن أنس رحمه الله تعالى يقول: شاورني هارون الرشيد في أن يُعَلِّقَ ((الموطّأ)) في الكعبة، ويَحمِلَ الناسَ على ما فيه، فقلتُ : - لا تفعَلْ -، فإنَّ أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم اختلفوا في الفروع، وتفرَّقُوا في البلدان، وكلٌّ عندَ نفسِه مُصيبٌ، فقال: وفَّقك الله يا أبا عبد الله)).
ورَوى ابنُ سَعْد في ((الطبقات))(٣) عن محمد بن عُمَرِ الأُسْلَمِي - الواقِدي - ، قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: ((لما حجَّ المنصور قال لي: إني قد عزمتُ على أن آمُرَ بكتبك هذه التي وضعتَها فتُنْسَخ، ثم أبعثَ إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها بنسخةٍ، وآمُرَهم أن يعملُوا بما فيها، ولا يتعدَّوه إلى غيره. فقلتُ: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا، فإنَّ الناس قد سِيقَتْ إليهم أقاويلُ، وسَمِعُوا أحاديثَ، ورَوَوْا رواياتٍ، وأَخَذَ كلُّ قومٍ بما سِيقَ إليهم، ودانُوا به من اختلافِ الناس، فدَعْ الناس وما اختار أهلُ كلِّ بلدٍ منهم لأنفسِهم)).
وقال شيخُ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ((مجموع الفتاوى))(٤): ((صَنَّفَ رجلٌ كتاباً في الاختلاف، فقال أحمد: لا تُسَمِّه (كتابَ الاختلاف) ولكن
(١) من ((عقود الجمان)) للحافظ الصالحي ص ١١.
(٢) ٦ : ٣٣٢.
(٣) ص ٤٤٠ في القسم المتمّم.
(٤) ٧٩:٣٠ - ٨٠.
15