রিসালা কুশাইরিয়্যা
الرسالة القشيرية
তদারক
الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف
প্রকাশক
دار المعارف
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
فأتاه بِهَا فِي الوقت فَقَالَ لبعض أَصْحَابه: احمل هذه المائة إِلَى البقال الفلاني وقل لَهُ: هذه المائة الَّتِي استقرضها منك بَعْض أَصْحَابنا وَقَدْ وقع لَهُ فِي التأخير بِهَا عذر وَقَدْ بعثها الآن فاقبل عذره، فمضى الرجل وفعل، فلما رجعوا من الدعوة اجتازوا بحانوت البقال فأخذ البقال فِي مدحهم يَقُول: هَؤُلاءِ هُم الثقاة الأمناء الصلحاء وَمَا أشبه ذَلِكَ، وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري: أقبح من كُل قبيح صوفي شحيح.
قَالَ أَبُو القاسم الأستاذ الإِمَام جمال الإِسْلام ﵁.
هَذَا هُوَ ذكر جَمَاعَة من شيوخ هذه الطائفة كَانَ الغرض من ذكرهم فِي هَذَا الموضوع التنبيه عَلَى أنهم مجمعون عَلَى تعظيم الشريعة متصفون بسلوك طرق الرياضة مقيمون عَلَى متابعة السنة غَيْر مخلين بشيء من آداب الديانة، متفقون عَلَى أَن من خلا من المعاملات والمجاهدات وَلَمْ يبن أمره عَلَى أساس الورع والتقوى كَانَ مفتريا عَلَى اللَّه ﷾ فيما يدعيه مفتونا هلك فِي نَفْسه، وأهلك من أغتر بِهِ مِمَّن ركن إِلَى أباطيله ولو تقصينا وتتبعنا ورد عَنْهُم من ألفاظهم وحكاياتهم ووصف سيرهم، مِمَّا يدل عَلَى أحوالهم لطال بِهِ الكتاب وحصل منه الملال، وَفِي هَذَا القدر الَّذِي لوحنا بِهِ فِي تحصيل المقصود غنية، وبالله التوفيق.
فأما المشايخ الَّذِينَ أدركناهم وعاصرناهم وإن لَمْ يتفق لنا لقياهم مثل الأستاذ الشهيد لسان وقته وأوحد عصره: أَبِي عَلِي الْحَسَن بْن عَلِي الدقاق، والشيخ نسيج وحده فِي وقته: أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي، وأبي الْحَسَن عَلِي بْن جهضم مجاور الحرم، والشيخ أَبِي الْعَبَّاس القصار بطبرستان، وَأَحْمَد الأسود بالدينور، وأبي القاسم الصيرفي بنيسابور، وأبي سهل الخشاب الكبير بِهَا، ومنصور بْن خلف المغربي، وأبي سَعِيد الماليني،
1 / 148