كلمة اللجنة‏

أصناف هذه الرتب‏

كلمة اللجنة‏

أصناف هذه الرتب‏

رسالة لغوية عن الرتب والألقاب المصرية

رسالة لغوية عن الرتب والألقاب المصرية

لرجال الجيش والهيئات العلمية والقلمية منذ عهد أمير المؤمنين عمر الفاروق

تأليف

أحمد تيمور باشا

العلامة المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا.

تصدير

الرتب والألقاب المصرية

بقلم خليل ثابت بك

جمع المغفور له العلامة المحقق «أحمد تيمور باشا» شتى نواحي العظمة منذ نشأته، وكان ملء البصر لمن ينظر في آثاره وبحوثه المتعددة التي لا ينضب لها معين، وقد انبعثت عن علم جم، وجهود موفقة، وأدب شامل، وبحث متواصل، وعناية ملحوظة، وفكرة ثاقبة، واطلاع واسع. وقد بذل في سبيل كل ذلك ما بذل، وضحى ما ضحى. فكانت هذه المكتبة التيمورية التي احتوت من الطرائف والنوادر ونفيس المخطوطات ما فاق سائر المكتبات الخاصة في الشرق العربي. وقد قضى هذا الراحل الكريم، والباحث الجليل، جل حياته أو كلها في خدمة العلم، وتوفير وسائله، فأصبحت مكتبته موردا لكل وارد، ومنهلا عذبا لكل قاصد، وعونا أكيدا لكل أديب.

ومن المؤلفات الخطية التي احتوتها مكتبته - غير ما طبعته اللجنة، وأصدرته تباعا، من نفيس الكتب، وغريب الموضوعات - هذا الكتاب الذي أصدرته اللجنة أخيرا عن الرتب والألقاب المصرية، وتقدمه للقارئ الكريم، حيث يجد فيه مظهرا آخر من المظاهر الجليلة الشأن التي اشتهر بها العلامة المحقق الكبير «أحمد تيمور باشا» في شتى بحوثه، ونظام دراسته، ومتنوع المسائل التي خلفها هدية للجيل الجديد.

فكتاب «الرتب والألقاب المصرية» يحتوي على طرائف في درس تلك الرتب، وفي تطلع الأمم والدول إلى نظام وضعها، واستعمالها، وانتشارها؛ فهو ثمرة من ثمرات مطالعات هذا المؤلف العظيم تخلد له - على مر الزمان - عبقريته الفذة، وبحثه العميق، وتدل على أنه - رحمه الله - كان واسع الأفق بعيد النظر، سليم الاستنتاج، عميق الأثر، في كل ما قرأ وما كتب. وكانت غايته واحدة، هي الإرشاد والتعليم والحرص على الفن والعلم خالصين من كل ما يشوبهما، ولو اقتضى منه كل ذلك الصبر الطويل، والجهد المضني، للوصول إلى بغيته في عالم التأليف والتعليق، وميدان التنقيب والتدقيق، فكان من هبات علمه، وحسنات دراسته، وسهره ونشاطه، هذه المواكب المتعددة الضخمة من المؤلفات التي عرفها الناس وأقبلوا على دراستها ومطالعتها.

وقد يبدو - لأول وهلة - أن موضوع هذا الكتاب وهو «الرتب والألقاب المصرية» موضوع تافه بسيط، لا يستحق كل هذه العناية، وكل هذه الجهود، ولكن حين يطالع القارئ هذا البحث اللغوي. يجد فيه القول الفصل في مقامه. فيرى فيه كيف كان بعض الرتب موضع اختلاف أو اتفاق، بين كثير من الدول، والأسباب التي حملتها على ذلك.

وأن أول نظام وضع لتحديد مراتب الجيش ورؤسائه كان في عهد عمر الفاروق - رضي الله عنه - وكيف كان ملوك الروم يرتبون عشرة من الأمراء مع كل أمير عشرة نقباء، مع كل نقيب عشرة عرفاء، مع كل عريف عشرة قواد مع كل قائد عشرة فرسان.

هذا الذي ذكرنا، وغير ما ذكرنا من أنواع الرتب، وأصناف الوحدات العسكرية، والألقاب العلمية والقلمية، إنما هو قطرة من بحر من فيض ذلك البحث الجليل الشأن الذي بحثه تيمور باشا. وتعمق في دراسته، وسهر في جمع شتاته، مما سيكون له وقعه في نفوس الباحثين والكتاب؛ حيث يجدون فيه رغبتهم وبغيتهم، وهو عين ما تسعى اللجنة لتحقيقه.

كلمة اللجنة

تضع لجنة نشر المؤلفات التيمورية التي تتشرف برياسة سعادة الشيخ المحترم الأستاذ الكبير «خليل ثابت بك» بين يدي القارئ هذا الكتاب التاريخي النفيس الذي استخرجته من كنزه المدفون مما ألفه المغفور له العلامة المحقق «أحمد تيمور باشا» في الرتب والألقاب المصرية. وهو - ولا شك - بحث طريف في النظم الحربية. وأقسام الجيش، وأصناف الجند، والرتب العسكرية، والملكية، والعلمية، والقلمية، كانت المكتبة العربية في أشد الحاجة إليها لتسد بها الفراغ الكبير، وينتفع منها المهتمون بالشؤون العسكرية على اختلاف طبقاتهم وجنسياتهم ونحلهم تحقيقا لتأدية الرسالة العلمية التي حمل لواءها هذا الفقيد العظيم في حياته، وتلقفتها اللجنة من بعده راجية من وراء ذلك أن تتحف المكتبة العربية بنفائس بحوثه ذلك العالم الجليل والباحث المدقق الذي قضى حياته في جميع مفرداتها وحفظ شتاتها، فجاءت تحفة نادرة مما لا يتأتى لغير تيمور باشا أن يعدها للناطقين بالضاد لقمة سائغة وتراثا فريدا ينتفع به الأبناء عن الآباء، والخلف عن السلف، ذاكرين له دأبه المتواصل، في سبيل خدمة العلم، ونشر الثقافة العامة، وتيسير ورود هذا المنهل العذب على الكتاب والباحثين، والأدباء والمتأدبين، مقدرين لسعادة «خليل ثابت بك» رئيس اللجنة ما أسداه للعربية من الوفاء لذلك الفقيد الكريم، بحرصه على تراثه الأدبي، وإحاطته بسياج متين حتى لا تمتد إليه يد العابثين، فيبقى خالدا على مر السنين، شاهدا على علم تيمور باشا وفنه وخبرته، ونوع هوايته في حياته، واتساع أفقه وتفكيره الحر الذي لم يقيده فيه قيد ما غير الإيمان بالعلم والظفر بإتحاف الناطقين بالضاد بذلك التراث المجيد الذي خلفه، وأنفق فيه حياته وصحته.

ولما كان الشيء بالشيء يذكر نقول: إن تيمور باشا وضع كتابه هذا «الرتب والألقاب المصرية» عقب ما أشيع بأن الحكومة المصرية تنوي تغيير الرتب والألقاب الأعجمية التي تستعمل في مصر برتب وألقاب عربية لحما ودما، ولم يكن يقصد طبع هذا الكتاب أو هذه الرسالة - كما كان يسميها - بل كان قصده أن يعرضها على اللجنة التي تألفت يومئذ لدراسة ذلك الموضوع لتكون أصلا يناقش ما فيه لتقريره أو تعديله.

ومن الطريف في هذا الموضوع أن نقل تلك الرسالة بعض أصدقاء الفقيد وسعى في طبعها في بلاد الشام محرفة تحريفا أخل بها وشوه القصد من وضعها وإعدادها وتهيئتها دون علم تيمور باشا نفسه، واعتمدوا عليها هناك وفي العراق والحجاز فيما وضعوه من الرتب والألقاب، وقد راجعت اللجنة كل ذلك وردت الأخطاء إلى صوابها طبقا لما أشار إليه تيمور باشا نفسه في الأصل الذي كتبه بخطه، وأعدت عنه هذه الطبعة سليمة من كل خطأ لغوي أو مطبعي.

وإنه لمن بواعث الغبطة أن يكون هذا - وسواه - شأن مؤلفات فقيد الأدب والعلم تيمور باشا، وأن تجد من الإقبال ما هي جديرة به، مما يدل على الثقة التي لا حد لها في هذا الكاتب العظيم، والمؤرخ الكبير، والعالم الجليل، والباحث المدقق الخبير.

وأخيرا فإنه من تحصيل الحاصل أن تطري اللجنة علم هذا الرجل وفنه، وروائع أدبه، وغريب بحوثه المتنوعة التي تجاوزت حدود مصر إلى بلاد الشرق عامة، وتغلغلت في صدور أبناء العربية في كل مكان.

ولقد شاء حضرة صاحب العزة القائمقام عبد الرحمن زكي بك مدير المتحف الحربي، المعروف ببحوثه الحربية واطلاعاته العسكرية، أن يدلي دلوه في صدد موضوع هذا الكتاب الطريف فتفضل مشكورا فوافانا بكلمة ضافية صدرناه بها، تقديرا لمكانته، واعترافا بخبرته وغزير علمه في الفنون الحربية.

وإنه لمن حسن الطالع الميمون أن يصدر هذا المؤلف الكبير في الوقت الذي بلغ فيه الجيش المصري مبلغا يضاهي ما بلغه في أزهى العصور السابقة، برعاية قائده الأعلى مليك البلاد المفدى، حضرة صاحب الجلالة الملك (فاروق الأول) الذي ازدهرت في عصره العلوم والفنون.

مقدمة

بقلم القائمقام عبد الرحمن زكي

إن العرب - كما هو معروف عنهم - أمة عريقة في الحضارة، راسخة في المدنية. بلغت من العز بعد الإسلام مقاما رفيعا. فكان منها العلماء، والمفكرون، والفلاسفة، والملوك والقادة ... ممن كان لهم أثر بين على تقدم الإنسانية، وتطور الحضارة العالمية.

ولقد شملت الحضارة الإسلامية جل آفاق العلوم والفنون والآداب. ولا غرو في ذلك، فهي حضارة كاملة ناضجة، انبعثت أنوارها من دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة، منذ انبثق نور الإسلام في قلب الجزيرة العربية.

وقد أنجبت هذه الحضارة الإسلامية الزاهرة الكثيرين من العلماء والمؤلفين الذين ألفوا الكتب الحربية، وساهموا في تقدم الفنون العسكرية. وكان لعلو كعب المسلمين في هذا المجال أثر بارز في فتوحاتهم العالمية، وظفرهم على تلك الدول العظمى المعاصرة لهم، والتي أخضعوها ودانت لحكمهم السنين الطوال.

وكفى أن نذكر بين قادة الأمة الإسلامية، خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وعبيدة، وعمرو، وطارق، وموسى بن نصير، وصلاح الدين، والظاهر بيبرس. لكي ندرك مكانة القادة الإسلامية بين مثيلاتها في العصور القديمة والوسطى.

أجل! ساهم المسلمون بنصيب وافر في تقدم الفن الحربي وما وصل إلينا من مؤلفاتهم في هذا المجال لدليل أي دليل على تفوقهم في التفكير العسكري. فألفوا في تعبئة الجيوش، وسوقها، وإدارتها، وتموينها، وتسليحها، وتحركاتها، والكتب الكثيرة، ما انفك معظمها ينتظر التنقيب والبحث. بل ودراسة مشتملاتها دراسة فياضة على ضوء العصر الحديث، هذا فضلا عما اشتملت عليه الموسوعات الإسلامية الكبيرة من بحوث قيمة في سياسة الحروب، كالتي تقابلنا في كتاب سلوك المالك في تدبير الممالك على التمام والكمال للعلامة شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي الربيع الذي ألفه للخليفة المعتصم بالله العباسي، وما جاء في مقدمة ابن خلدون عن السياسة والحرب عند العرب.

1

ونذكر من كتب الحرب عند المسلمين: «تحفة المجاهدين في العمل بالميادين» للأمير لاجين بن عبد الله الذهبي الحسامي الطرابلسي (738ه/1337م) والتي تحتفظ مكتبة برلين بنسخة نادرة منه مرفقة بالصور والرسوم

2

وقد حصل المرحوم العلامة أحمد تيمور باشا على نسخة منه رقم 83 بالخزانة التيمورية.

وكتاب «كشف الكروب في معرفة الحروب» ألفه عماد الدين موسى بن محمد اليوسفي المصري أحد مقدمي الحلقة المنصورة. كتبه بناء على أمر السلطان الملك الظاهر جقمق في عام (759ه/1358م) وبحث فيه فن الحرب ونظام الجنود، وقسمه إلى عشرة أبواب. وموجود من هذا الكتاب نسخة في دار الكتب المصرية ومثلها في مكتبة المتحف الحربي.

وكتاب «الفروسية» لبدر الدين ابن بكتوت الرماح الخازنداري نائب الإسكندرية سنة (771ه/1369م) وتحتفظ به مكتبة المتحف البريطاني. وهذا إلى جانب كتاب «الفروسية المحمدية» للإمام محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية.

وكتاب «الأحكام الملوكية والضوابط الناموسية»

3

لواضعه محمد بن متكلي نقيب الجيش في زمن الأشرف شعبان سلطان مصر عام (764-788ه/1363-1376م) وهو يبحث في فن القتال، قسمه إلى 122 بابا اشتملت على السفن الحربية وآلاتها وحركاتها والرمي بالمدافع.

ولهذا المؤلف كتاب آخر في «فن الحرب» ذكره في كتابه السابق التنويه عنه، يتحدث عن سياسة الصنائع الحربية. ألفه كذلك تلبية لرغبة السلطان الأشرف شعبان.

وكتاب «الجهاد والفروسية، وفنون الآداب الحربية» لطيبوغا الأشرفي البكلميشي الرومي (عام 770ه/1368م) ويبحث في ركوب الخيل في الحرب، ويحتوي على عدة فوائد جزيلة عن أسلحة الفارس ، ولعب السيف والرمح، وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية في 214 صفحة.

وكتاب «الفيح القسي في الفتح القدسي» لعماد الدين الكاتب المتوفى بدمشق سنة 597ه/1201م ويبحث في تاريخ الحروب الصليبية وأطوار معاركها وأحداث الحصار والنضال الطويلة.

وكتاب «رمي القوس» وهو مجهول المؤلف، يبحث في تعليم رمي القوس والنشاب وسبب رميه وتعليمه. وهو في 136 صفحة، يحتمل أنه كتب في عام 800ه وموجود منه نسخة في دار الكتب المصرية.

وكتاب «الأنيق في المجانيق» لأرنبغا الزردكاش، ألفه (عام 867ه/1463م) وصف به أنواع المجانيق وكيفية استخدامها، وأوضح كلامه بالرسوم، ويحتوي الكتاب على كثير من المصطلحات الفنية، وتوجد نسخة من هذا الكتاب في دار الكتب المصرية، وأهم فصوله: وصف سقي السيوف والأسلحة البيضاء، وهي عملية امتاز بصناعتها المسلمون ويبلغ عدد رسوم الكتاب حوالي خمسمائة رسم.

وكتاب «السؤال والأمنية في تعليم الفروسية» وتوجد نسخة منه في دار الكتب المصرية كتبت في عام 801ه، تشتمل على صور ملونة لكنها ناقصة من أولها.

ومن الكتب الحربية كتاب «الحيل» للهرثمي الشعراني ألفه للخليفة المأمون في الحروب وجعله مقالتين: الأولى في ثلاثة أجزاء. والمقالة الثانية 36 فصلا وخمسة وعشرون بابا، الجزء الأول في عشرين بابا. والجزء الثاني في سبعة أبواب، والجزء الثالث في أربعة وعشرين بابا.

وكتاب عبد الجبار عدي للمنصور في آداب الحروب وصورة العسكر.

وكتاب الأشميطي في الفروسية.

وكتاب العمل بالنار والنفط والزرأنات في الحروب.

وكتاب الدبابات والمنجنيقات والحيل والمكايد ... إلخ.

ونجد في كتاب «آثار الدول في تدبير الدول» بابا كبيرا عن الحروب وشروطها، وما يتصل بها برا وبحرا (طبع في مصر عام 1295ه).

وكتاب نجم الدين حسن الرماح الأحدب الذي فقدنا عنوانه، وموجود نسخة منه في دار الكتب الأهلية بباريس وذكره الدكتور عزيز سوريال عطية بين مراجع كتابه «الصليبية في العصور الوسطى المتأخرة».

هذا إلى جانب الكتب الأخرى التي ورد ذكرها في مدونة المغفور له أحمد تيمور باشا والتي نحن بصددها في هذا الكتاب.

ومن المصنفات التي تدل على علو كعب العرب في العلوم الحربية كتاب ابن شاكر «علم الآلات الحربية» الذي ورد ذكره في فهرس كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، و«التذكرة الهروية في الحيل الحربية» للهروي؛ وهو مخطوط في دار الكتب المصرية

4

و«المنهل العذب لورود أهل الحرب». والفصل الذي عقده ابن قتيبة عن الحرب في الجزء الأول من كتابه النفيس «عيون الأخبار ص359».

5

ومنظومة محمد بن علي الحموي المسماة كتاب «الأس في العمل بالسيف والترس»، و«كتاب الفروسية والمناصب الحربية» وهي رسالة عني بترتيبها وتصويرها، وقد ذكر في مقدمتها أنها من عمل الأستاذ حسن نجم الدين الرماح، عن الدروس التي تلقاها عن أبيه وعن أساتذة الفن، وقد مات مؤلفه في حوالي عام 695ه/1295م ولم يتجاوز الأربعين. وقد ذكر من بين الأسماء محمد الشيظمي وإبراهيم بن سلام، ويقرأ في مقدمته أيضا: «فيه كل ما يحتاج إليه الأستاذون والفرسان والأبطال والزراقون من أشغال الحرب ومعرفة الرماح والدبابيس والنشاب المختلف والمناجيق والحراقات، وغير ذلك، وقتال البحر وأشياء غريبة، نفع الله بها المسلمين».

وقد ورد بين مخطوطات دار الكتب الأهلية بباريس (تحت رقم 1128) كتاب «المخزون لأرباب الفنون» في الفروسية ولعب الرماح وبنودها، وهو يجمع بين أسماء الأشخاص الذين مارسوا ونبغوا في فنون الحرب. وفي تلك الدار أيضا مخطوطة لابن لاجين الحسامي الطرابلسي الذي سبق ذكره بعنوان: «غاية المقصود في العلم والعمل بالبنود» تحت رقم 991.

ولقد تحدث البحاثة الأستاذ جورجي زيدان في كتابه تاريخ التمدن الإسلامي في الجزء الأول في أكثر من خمسين صفحة عن نظام الجند عند العرب في الأسرات الإسلامية وترتيبهم وطرق قتالهم وأسلحتهم ومعسكراتهم وحصونهم مما لخصه عن أمهات كتب التاريخ الإسلامي.

هذا فضلا عما ورد في كتاب: «فهرست الكتب التي ترغب في أن نبتاعها والمسائل التي توضح جنس الكتب التي نرغب في الحصول عليها إنما نجهل أسماءها والمسائل في علم الحرب» المطبوع في لندن عام 1840.

أما الذين كتبوا في فضل الجهاد فكثيرون منهم العلامة أحمد بن إبراهيم الدمشقي وكتابه: «مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق».

و«إتحاف ذوي الاجتهاد بثمرات الجهاد» لم يعلم مؤلفه.

و«الاجتهاد في طلب الجهاد» للإمام عماد الدين إسماعيل.

و«إرشاد العباد إلى الغزو والجهاد» لأحمد فخر الدين النقشبندي. •••

إن أمة أخرجت مثل هذا النبت الفخم من المصنفات الحربية لجديرة بأن تتبوأ مكانة التفوق في أدبيات الحرب، ولذلك سوف لا ندهش إذا رأينا الجيوش الإسلامية تنساب مظفرة يكلل هاماتها الظفر الخالد، وما ذلك النصر العجيب إلا نتيجة لنظمها الدقيقة، وقيادتها الحكيمة، ومعنوياتها السامية.

وهذه الرسالة الجامعة للرتب والألقاب العسكرية، وما يقابلها من العربي الفصيح التي خطها يراع المغفور له العلامة البحاثة أحمد تيمور باشا في مستهل هذا القرن، تعتبر مرجعا سهلا للمصطلحات العسكرية التي وردت في كتب الحرب، أو التاريخ التي كانت من نصيب مطالعاته؛ وقد قسمها إلى أقسام، تناول في أولها: الرتب العسكرية عند العرب. وفي ثانيها: أقسام الجيش إلى فرق ولواءات وما إليها. وفي ثالثها: أسماء أصناف الجند (أسلحتهم في العرف الحديث) من مشاة وخيالة ومدفعية وما ماثلها. وفي رابعها: أنواع الرتب العسكرية عند ضباط الصف والضباط في زماننا هذا. وفي القسم الأخير تناول المؤلف الرتب الملكية فالرتب العلمية فالرتب القلمية.

وهكذا جاءت رسالة مستوفاة وفريدة في نوعها، وموردا يستقي منه الجندي الأديب مادته، فما زال بعض الكتاب في العالم العربي يتخبطون في استخدام تلك المصطلحات في كتبهم وأحاديثهم وصحفهم السيارة.

وهذه المصطلحات تمر على القراء دون أن توجه النظر حتى المهتمين بالشئون العامة، وإلى اليوم نسمع بعض الخاصة يخطئون في تمييز معنى علامات الرتب العسكرية وما ترمز إليه.

ولعل في نشر هذه الرسالة ما يحث أو يدفع الذين يعنون بأمر الجيوش في البلاد العربية إلى توحيد المصطلحات العسكرية، ولا سيما الخاصة منها بالأسلحة والرتب والتشكيلات والألقاب بدلا من هذا التخبط الملحوظ.

وبهذا يضيف البحاثة الكبير «أحمد تيمور باشا» سفرا جليلا إلى سلسلة مؤلفاته التي خدم بها العلم والأدب، والتي ستظل على مر الأيام منهلا صافيا لرواد المعرفة.

رحم الله عالمنا الجليل، وهيأ له رحمة في جناته، وبسط عليه الخلد في مماته، مثل ما كان في حياته.

أصناف هذه الرتب

هي في مصر ثلاثة أصناف: عسكرية خاصة بالجند ورؤسائهم، وملكية للأعيان وموظفي الدواوين من غير الجند ، وعلمية لعلماء الأزهر وما يتبعه من المعاهد، ويقال لها الدرجات، ويستحسن إحداث صنف رابع يخص به الكتاب والعلماء من غير الأزهر، ويسمى بالرتب القلمية، ولنأت على شرحها صنفا صنفا على هذا الترتيب. (1) في الرتب العسكرية

الرتب العسكرية على ثلاثة أقسام: قسم للضباط العظام، وقسم لمن دونهم من الضباط، وقسم لضباط الصف المعبر عنهم بصف ضباط جريا على القاعدة التركية في تقديم المضاف إليه على المضاف، وأسماؤها إما مركبة أو بسيطة، وفي المركبة ما هو تركي كلفظ (أونباشي)، فإنه مركب من أون بمعنى عشرة، وباش بمعنى رأس، أو عربي (كقائم المقام)، أو ممزوج من اللسانين (كميرالاي) فإنه مختصر من أمير، وكذلك البسيط منها التركي (كجاويش) والعربي (كملازم)، ويلاحظ أن في التركي ما هو فارسي الأصل.

وليس بين أيدينا وصف شاف لترتيب الجيوش العربية يسهل علينا تطبيق ما كان فيها من الرتب على ما هو موجود الآن، ولكن هناك نبذ مبعثرة بين تضاعيف الأسفار يصح أن نستنبط من إجمالها ما قصدناه من الشرح والتفصيل.

فمن تلك الألقاب التي وقفنا عليها: العريف، والمنكب، والنقيب، والأمين، والزعيم، والقائد، والأمير، ثم المقدمون، وأمراء العشرات، والخمسات، وغيرهم، وفيها ما يصلح وما لا يصلح كما سيأتي تفصيله.

1 (فالعريف)

2

كما في اللسان: «النقيب، وهو دون الرئيس، والجمع عرفاء، تقول منه: عرف فلان (بالضم) عرافة، مثل خطب خطابة، أي: صار عريفا، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عرف فلان علينا سنين يعرف عرافة، مثل كتب يكتب كتابة، وفي الحديث: «العرافة حق والعرفاء في النار»، قال ابن الأثير: العرفاء: جمع عريف، وهو القيم بأمر القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل والعرافة عمله، وقوله «العرافة حق» أي فيها مصلحة للناس، ورفق في أمورهم وأحوالهم، وقوله «العرفاء في النار» تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة.»

وفي شوارد اللغة للصاغاني: «الجديلة: العرافة، وتقول: أقطع بنو فلان جديلتهم من بني فلان، إذا حولوا عرافتهم عن أصحابها وقطعوها»، وفي تخريج الدلالات السمعية نقلا عن المنتقى لأبي الوليد الباجي: «العرفاء: رؤساء الأجناد وقوادهم؛ ولعلهم سموا بذلك لأنهم بهم تتعرف أحوال الجيش.» (والمنكب)

3

بفتح الميم وكسر الكاف، أخذ من منكب الإنسان وغيره، وهو مجتمع عظم العضد والكتف وحبل العاتق؛ ولعلهم سموه بذلك لأنه يعتمد عليه ويعين غيره، كما يقال: فلان عضدي ويدي وساعدي؛ أي معيني. قال في اللسان: «المنكب: العريف، وقال الليث: منكب القوم رأس العرفاء، على كذا وكذا عريفا منكب، ويقال له النكابة على قومه، وفي حديث النخعي: كان يتوسط العرفاء والمناكب، قال ابن الأثير: المناكب قوم دون العرفاء، واحدهم منكب، وقيل: المنكب رأس العرفاء، والنكابة كالعرافة والنقابة.»

وفي سفر السعادة لعلم الدين السخاوي: «رجل منكب (بفتح الميم وكسر الكاف) قال الجرمي: هو الذي يكون على عدة عرائف وعرفاء، والعرفاء جمع عريف، والعرائف يريد به جمع عريفة، وقال غير الجرمي: هو عون العريف.»

وفي اللسان أيضا: «النقيب: عريف القوم، والجمع نقباء، والنقيب: العريف، وهو شاهد القوم وضمينهم.» ثم قال: «وفي حديث عبادة بن الصامت: وكان من النقباء - جمع نقيب - وهو كالعريف على القوم، المقدم عليهم، الذي يتعرف أخبارهم وينقب عن أحوالهم؛ أي يفتش، وكان النبي

صلى الله عليه وسلم

قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبا على قومه وجماعته ليأخذوا عليهم الإسلام، ويعرفوهم شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيبا كلهم من الأنصار، وكان عبادة بن الصامت منهم، وقيل: النقيب: الرئيس الأكبر.»

وفيه أيضا: «زعيم القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلم عنهم ومدرههم، والجمع زعماء، والزعامة: السيادة والرئاسة.»

ومقتضى هذه النصوص اللغوية أن العرافة والنكابة والنقابة والزعامة في معنى الرئاسة من غير تخصيص بعدد من المرءوسين، وغاية ما فيها من التعيين الخلاف في المنكب، هل هو دون العريف أو فوقه؟ وأن العريف نقيب دون الرئيس، والنقيب: الرئيس الأكبر في قول، وإنما يؤخذ التخصيص مما اصطلحت عليه الدول بعد ذلك لما اتسع نطاق جيوشها، واضطرت لتقسيمها إلى فرق، وتبين مراتب رؤسائها وقوادها ضبطا لأمورها، وقد كان منه شيء في عصر الرسالة كما يفهم من النصوص المتقدمة، وفي رسالة السعي المحمود في تأليف العساكر والجنود للعلامة محمد بن محمود الجزائري مفتي الإسكندرية، ومن علماء القرن الثالث عشر - عدة أحاديث أوردها، تدل على وجود العرفاء في الجيش النبوي، ثم أتبعها بأحاديث أخرى يفهم منها أنهم كانوا رؤساء لعشرة فما فوقها، ومما جاء في الرسالة المذكورة: «قواد الجيش جمع قائد للرئيس من رؤسائه الذي تنقاد له الجماعة منهم، يتقدمون لتقدمه ويتأخرون لتأخره، وهو أمير اللواء، وعرفاؤه جمع عريف بمعنى النقيب، وهو شاهد القوم وضمينهم من دون الرئيس من كبرائهم كالمقدمين على المئين والعشرات في النظام المستحدث.» •••

إلا أن أول نظام وضع لتحديد مراتب الجيش ورؤسائه كان مدة الفاروق - رضي الله عنه - لما أحدث الديوان لضبط العطاء، والمراد به ديوان الجيش؛ لأن المسلمين كانوا كلهم جندا في ذلك الحين، فجعل الناس أعشارا على كل عشرة عريف، فكانت عدة العرفاء ثلاثة آلاف عريف، وما زالوا كذلك حتى اختطت الكوفة والبصرة؛ فغيرت العرفاء والأعشار وجعلت أسباعا، وجعل عدد العرفاء مائة على كل مائة ألف درهم عريف، وكانت كل عرافة من القادسية خاصة ثلاثة وأربعين رجلا، وثلاثا وأربعين امرأة، وخمسين من العيال لهم ألف درهم، وكل عرافة من الردافة الأولى ستين رجلا وستين امرأة وأربعين من العيال، وكان العطاء يدفع إلى أمراء الأسباع وأصحاب الرايات، فيدفعونه إلى العرفاء والنقباء والأمناء، فيدفعونه إلى أهله، ومات عمر - رضي الله عنه - والأمر على ذلك انتهى ملخصا من خطط المقريزي، وإنما ذكر النساء وعيالهن؛ لأن الديوان كان متكفلا برزق الرجل وأهله.

فيعلم من ذلك أن العريف كان في أول أمره رأسا لعشرة، ثم لما غير النظام صار رأسا لثلاثة وأربعين أو لستين من الجند.

وفي المنهج المسلوك في سياسة الملوك الذي ألفه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله لصلاح الدين الأيوبي في باب ما ينبغي للملك في سياسة الجيش وتدبيره: «الرابع: أن يعرف عليهم العرفاء وينقب عليهم النقباء، فيكون عارفا بجميع أحوالهم من عرفائهم ونقبائهم، وقد فعل ذلك رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، الخامس: أن يجعل لكل قائد منهم شعارا يتميز به أصحابه ليصير به عن غيره متميزا.»

وفي سلوك المالك في تدبير الممالك لابن أبي ربيع: «وأن يجعل على كل عشرة قائدا، وعلى كل عشرة من القواد رئيسا حتى ينتهي إلى رب الجيش.»

وفي آثار الأول في تدبير الدول للشيخ حسن بن عبد الله العباسي من علماء أوائل القرن الثامن: «وكانت ملوك الروم ترتب ذلك عشرة عشرة، ويسمون كل واحد باسم من لغتهم، ومثاله في العربية أن مع الملك عشرة من الأمراء، مع كل أمير عشرة نقباء، مع كل نقيب عشرة عرفاء، مع كل عريف عشرة قواد، مع كل قائد عشرة فرسان، ومع الرجالة كذلك، وبعضهم يجعل عوض العريف زعيما، هذا ترتيب الدول، وكذلك لما كثر جيش النبي

صلى الله عليه وسلم

رتب عليهم نقباء وعرفاء تكون مخاطبته معهم.

وأما في زماننا هذا، فإنه ترتيب حسن إذا استقر الحال على ما يذكر أن يكون الملك لجيشه أتابك أتم ما يكون في الشجاعة والكرم والمعرفة والنباهة والشهامة والبسطة والتجارب والدين والعفة والمكنة في العدة، ثم من بعده مقدمو الآلاف على كل ألف فارس مقدم كبير، ومعه مقدمون مفاردة، على كل خمسين فارسا مقدم مفردي، ومع المفردي خمسة مقدمين دونه، مع كل مقدم عشرة فرسان، وعلى الكل نقيب كبير وتحت يده نقباء رءوس نوب على الآلاف، فكل مقدم ألف معه نقيب ألف في خدمته، ومع النقيب نقباء صغار، على كل خمسين فارسا نقيب، فهذا أجمل وأحوط ما يكون من الترتيب.»

فعبارة المنهج المسلوك لا يستفاد منها سوى أن العرفاء في الجيش غير النقباء، وجعل صاحب سلوك المالك القائد رأسا لعشرة والرئيس لمائة، وطوى كشحا عما بعدهما إلى رب الجيش، وتابعه في القائد صاحب آثار الأول فجعله رأس عشرة أيضا في ترتيب الروم، وزاد العريف للمائة والنقيب للألف والأمير لعشرة آلاف، أما ترتيب زمانه الذي رآه أجمل وأحوط ما يكون، فالمقدم الكبير للألف، والمقدم المفردي للخمسين، والمقدم للعشرة، ويؤخذ من عبارته أن النقباء كانوا كالوكلاء للمقدمين، مع كل مقدم صغير أو كبير نقيب يناسبه.

ولما أقام أهل بغداد جندا من أنفسهم للدفاع عن الخليفة الأمين جعلوا على كل عشرة عريفا، وعلى كل عشرة عرفاء نقيبا، وعلى كل عشرة نقباء قائدا، وعلى كل عشرة قواد أميرا، كذا في مروج الذهب، وفي الكامل لابن الأثير: أن الجند الموالي لما أظهروا الطاعة للمهتدي العباسي سألوا أن ترد لهم رسومهم إلى ما كانت عليه أيام المستعين، وهو أن يكون على كل تسعة عريف، وعلى كل خمسين خليفة، وعلى كل مائة قائد.

وهكذا لو تتبعت عبارات غيرهم، وما يذكر عرضا في التواريخ تبين لك أن هذه الألقاب لم تكن على وتيرة واحدة، بل كثيرا ما كانت تتغير بتغير النظام والاصطلاح في الدول، فتارة يكون العريف على عشرة وفوقه المنكب، وتارة على عشرين أو ثلاثين، أو كما ذكر المقريزي على ثلاثة وأربعين أو ستين، أو على أكثر من ذلك عند غيره، وربما أطلقوا الخليفة على من كان رأس خمسين، أو سموه بالمقدم المفردي وجعلوا القائد لرأس مائة أو سموه نقيبا، والقائد للألف، والأمير لعشرة آلاف. •••

أما رتب كبار الأمراء في الجيش المصري، فقد كانت على ما يأتي مجموعا وملخصا من صبح الأعشى وخطط المقريزي وابن فضل الله وزبدة كشف الممالك لخليل الظاهري نائب الإسكندرية.

الطبقة الأولى:

أمراء المئين، ويقال لهم: مقدمو الألوف، وكانت عدة كل منهم مائة فارس، وربما زاد الواحد منهم العشرة والعشرين، وله التقدمة على ألف فارس ممن دونه من الأمراء، وهذه الطبقة هي أعلى مراتب الأمراء على تقارب درجاتهم، ومنهم يكون أكابر أرباب الوظائف والنواب، وكانوا أربعة وعشرين مقدما من مدة الناصر بن قلاوون إلى آخر دولة الأشراف شعبان بن حسين، ثم نقصوا في الدولة الظاهرية فصاروا بين عشرين وثمانية عشر مقدما في ذلك نائب الإسكندرية ونائب الوجه القبلي ومقره أسيوط، ونائب الوجه البحري ومقره دمنهور، ورأس النوبة وهو الحاكم على المماليك السلطانية والآخذ على أيديهم وأمير سلاح، وأميراخوار، والدودار ، وحاجب الحجاب ونائبه، وأميرجاندار وهو مثل رئيس التشريفات الآن، والاستدار، والجاشنكير، والخازندار، على ما استقر عليه الأمر أخيرا، وشاد الشرابخاناه يكون تارة مقدم ألف، وتارة أمير طبلخاناه.

فهذه المناصب كلها يولى عليها من يكون في هذه الرتبة، وفي زبدة كشف الممالك أن مقدم الألف يكون في خدمته مائة مملوك؛ ولهذا يسمى أمير مائة وتدق على بابه ثمانية أحمال طبلخاناه، وطبلان دهل، وزمران، وأربعة أنفرة، وللأتابك نظير ذلك مرتين، قال: ومن هؤلاء الأمراء من هو صاحب وظيفة ومن ليس له وظيفة.

الطبقة الثانية:

الأمراء أصحاب الطبلخاناه، وعدة كل منهم في الغالب أربعون فارسا يكونون في خدمته، وقد يزيد بعضهم إلى سبعين أو ثمانين، ولا تكون الطبلخاناه لأقل من أربعين، ولا ضابط لعدة هذه الطبقة، بل تتفاوت بالزيادة والنقص، ومنها تكون الرتبة الثانية من أرباب الوظائف والكشاف بالأعمال، وأكابر الولاة، ومنصب تقدمة الممالك وزمامية الدار السلطانية، وولاية القاهرة، وولاية القلعة؛ أي بابها الكبير، وفي زبدة كشف الممالك: أنه كان تدق ببابه ثلاثة أحمال طبلخاناه ونفيران، ثم اقتصر على طبلين وزمرين في زمانه.

الطبقة الثالثة:

أمراء العشرات، وعدة كل منهم عشرة فوارس يكونون في خدمته، وربما كان فيهم من له عشرون، ولكنه لا يعد إلا في أمراء العشرات، وهذه الطبقة أيضا لا ضابط لعدد أمرائها، ومنها يكون صغار الولاة ونحوهم من أرباب الوظائف والقائم باستدارية الصحبة؛ أي التحدث على المطبخ السلطاني، وشاد الدواوين، وهو رفيق الوزير في استخلاص الأموال، وأمير علم، وهو المتحدث على الطبلخاناه؛ أي رئيس الموسيقى السلطانية، وأمير شكار، وهو المتحدث على الطيور التي يصاد بها، وحارس الطير، وهو حارس الطيور المصيدة، وشاد العمائر، ووالي الفسطاط ووالي القرافة، ووالي باب القلعة المسمى بباب القلة، وفي زبدة كشف الممالك أن عدة أمراء العشرات كانت قديما خمسين أميرا.

الطبقة الرابعة:

أمراء الخمسات، وهم أقل من القليل خصوصا بالديار المصرية، وأكثر ما يقع ذلك في أولاد الأمراء المندرجين بالوفاة رعاية لسلفهم، وهم في الحقيقة كأكابر الأجناد، وفي زبدة كشف الممالك: أن عدتهم كانت ثلاثين أميرا، بخدمة كل واحد منهم خمسة مماليك، وفي هذا الكتاب ذكر لطبقة أخرى سماهم أمراء العشرينات، قال: وكانوا قديما عشرين أميرا، بخدمة كل واحد منهم عشرون مملوكا، وجعل طبقتهم بعد أمراء الطبلخاناه.

هذه هي رتب كبار الأمراء ذوي السيوف، وليست إمرتهم على مائة أو عشرة أو عشرين في معنى أنهم كانوا رؤساء على هذا العدد من الجند، بل المراد أن يكون في خدمتهم هذا العدد، وإلا لكان أمراء المئين - الذين يكون منهم مثل والي الإسكندرية في رتبة يوزباشي اليوم، وأمراء العشرات - مثل الأونباشية، مع أنهم كانوا معدودين فوق أكابر الأجناد رتبة. وليس في هذه الرتب ما يصلح اقتباسه لتغير النظام والأوضاع، وفي الرتب المعروفة الآن لكبار الضباط ما هو عربي لا داعي للعدول عنه، فلنقتصر على ما يصلح تطبيقه من الرتب الأخرى السابق ذكرها، ولنبدأ قبل ذلك بذكر فرق الجيش ليتيسر تعيين كل قائد لما يناسب فرقته من العدد.

فرق الجيش

تتألف فرق الجيش من البلوك فالأورطة فالألاي فاللواء فالفرقة فالعرضي، وقد اقتصروا الآن في مصر على البلوك والأورطة واللواء، ولا يمنع ذلك من ذكرها كلها احتياطا لما عساه يعرض فيدعو إلى إعادة بعضها، وقد استندنا فيما نذكر من الترتيب والعدد على ما ألف من القوانين العسكرية قبل هذا العصر بقليل، وفيه ما يختلف قليلا عما هو عليه اليوم، ولكنه اختلاف عرضي لا يمس الجوهر ولا أسماء الفرق.

البلوك:

لفظ تركي أصله بولوك، ومعناه القطعة والجزء والقسم، ومن الناس الطائفة والزمرة والجماعة، ثم خص في الجيش بعدد معروف، فهو في الرجالة يتألف من مائة جندي في العادة ويرأسه يوزباشي؛ أي رأس مائة، وينقسم إلى قسمين، يقال لكل واحد صنف، يرأسه ملازم، وبلوك الفرسان أقل منه عددا، ولم نقف في أسماء الجماعات على ما هو مخصوص بهذا العدد، فلا مندوحة من اختيار اسم من أسماء الجماعات الصغيرة كالفوج والكوكبة والشرذمة وتخصيصه به، كما فعلوا بلفظه التركي، ونختار منها الكوكبة لبلوك الرجالة والفرسان؛ لأنها غير خاصة بأحدهما، أما نصف البلوك الذي اصطلحوا على تسميته بالصنف فلا بأس من إبقائه، وإن كان الفوج يفضله إذا اصطلح عليه، وكذلك تطلق الكوكبة على بلوك المهندسين المتألف عادة من مائة وخمسين شخصا.

الأورطة:

هي في التركية بالتاء، وتتألف في الرجالة من ثمانمائة جندي في الغالب؛ أي من ثمانية بلوكات، وقد تكون ألفا ورئيسها بيكباشي، وفي الفرسان من ستة وتسعين فارسا إلى مائة وثمانية وعشرين ويرأسها يوزباشي، وتتكون من أربعة بلوكات لكل واحد ملازم، ويقابل الأورطة الكتيبة، وهي ما جمع مائة إلى ألف، فتصلح للرجالة والفرسان، أو تخص أورطة الفرسان بالكردوس أو الرعيل، وأورطة المهندسين المتألفة من بلوكين؛ أي من ثلاثمائة شخص تصلح لها الكتيبة أيضا.

الألاي:

بغير مد وإن كان بعضهم يزعم أنه ممدود، معناه في التركية: الجم الغفير، ويطلق أيضا على الموكب، ثم خص بعدد مخصوص من الجند، ويتألف في الرجالة من أورطتين أو ثلاث أو أربع وهو الكامل، ويبلغ عدد الكامل من ثلاثة آلاف جندي إلى أربعة آلاف تبعا لاختلاف عدد جنود كل أورطة، ويرأسه ميرالاي ويكون معه وكيل يسمى قائم المقام، وفي الفرسان من ست أورطات ورئيسه ميرالاي أيضا، وكان يصح أن يطلق عليه لفظ الجيش؛ لأنه يجمع أربعة آلاف رجل، إلا أنه إذا أطلق انصرف في الغالب إلى عموم العسكر، ومثله الجحفل، فالأولى اختيار الفيلق؛ لأنه مثلهما في العدد على ما في فقه اللغة، ويصح إطلاق الفيلق على ألاي المهندسين أيضا، وهو يتألف من أورطتين منهم.

اللواء:

عربي، يراد به الفرقة ذات اللواء، ويتألف من ألايين يرأسهما مير لواء؛ أي أمير لواء ولا داعي لإبداله.

الفرقة:

عربية إلا أنها عامة لا تختص بعدد، وكذلك الفريق وهو أكبر منها، ثم خصت بمجموع لواءين أو ثلاثة أو أربعة، ولا بأس بإبقائها مجاراة لاصطلاحهم، وإن كنا نفضل لفظ الفريق عليها كما سيأتي الكلام عليه في الرتب ورئيس الفرقة أمير برتبة فريق.

العرضي:

لفظه في التركية أردو، وهو محرف عندهم عن أوردو، يطلق على القسم الكبير من الجيش الجامع لأصناف الجند يكون في جهة من جهات المملكة، وذلك بأن يقسم جيشها إلى فرق كبيرة كاملة العدة تخص كل ولاية كبيرة، أو مجموع بعض الولايات الصغيرة بفرقة منها يرأسها قائد كبير برتبة مشير، ويقابله في العربية الخميس، وهو أصلح الألفاظ له على ما نرى.

وقد يطلق العرضي على مخيم العسكر؛ أي محل إقامتهم، ويرادفه في هذا المعنى المعسكر.

البطرية:

يسميها الأتراك باقاريه، وهي محرفة عن

Batterie

الفرنسية، تطلق على مجموع ستة مدافع يقوم بها مائتان وعشرون جنديا يرأسهم يوزباشي، ونختار لها الكوكبة أيضا؛ لأنها لا تخرج عن كونها بلوكا من المدفعية، وإن زاد عدد رجالها عن بلوك الرجالة والفرسان، ونختار لألايها الفيلق أيضا، وهو يتألف عادة من أربع عشرة بطرية.

الدورية:

ليست من فرق الجيش التي يتألف منها، بل هي فرقة تندب للرياضة والاستطلاع، فإن صادفت عدوا قاتلته وإلا رجعت، ولا وجود لها إلا في السودان، ويرادفها السرية، أما دورية الشرطة التي تطوف قرى مصر ليلا فهي العسس والطائف.

أسماء أصناف الجند

البيادة:

صوابها بالباء الفارسية، وهي فارسية الأصل، ومعناها المشاة مطلقا أو مشاة الجند، وقد عبر عنهم في الجيوش العربية بالرجالة (بفتح الراء وتشديد الجيم) جمع راجل، للذي ليس له ظهر يركبه.

السواري:

فارسية الأصل، معناها الفرسان.

الطوبجية:

نسبة إلى طوب بمعنى مدفع في التركية، و«جي» علامة النسبة عندهم، وقد جرى بعض المؤلفين في القرن الثامن الهجري على تسميتهم بالمدفعية، وهي نسبة إلى الجمع غير جائزة، وسماهم بعضهم الزراقين، والزراقة بعد عده فن الرمي بالمدافع من علم الزراقة؛ أي رمي قوارير النفط، ونحن نختار لهم المدفعية.

البوليس:

يعدون من الجند وإن كانوا خارجين عن الجيش، والكلمة في الفرنسية

ومعناها الضبط والنظام، ويقولون للجندي القائم بذلك:

Agent de police ، ويرادفها الشرطة والشرطي، وكان والي الشرطة في الدول المصرية يطلق على ما يقال له اليوم حكمدار البوليس، أو مأمور الضبطية ومحافظ المدينة.

أسماء الرتب العسكرية

أونباشي:

تركي، مركب من أون بمعنى عشرة وباش بمعنى رأس، فهو بالعربية عشرة رأس بتقديم المضاف إليه على المضاف على القاعدة عندهم، والمراد رأس عشرة والياء التي في باشي تلحق آخر المضاف إذا كان ساكنا، وكذلك القول فيما يشبهه من الألقاب، ونختار له العريف، فإذا كان له وكيل، وهو المسمى بوكيل الأونباشي، قيل فيه: وكيل العريف.

جاويش:

تركي، صوابه عندهم جاوش (بضم الواو)، ولهم في اشتقاقه أقوال لا محل لذكرها، وجيمه فارسية ينطق بها شينا ممزوجة بالتاء، والعامة في مصر تجعلها شينا خالصة فتقول: شاويش، وكان قديما كالحرسي أو الحاجب عند الحكام، ثم خص في النظام الحديث بمن فوق الأونباشي رتبة، ويكون تحت إمرته اثنان منهم؛ أي عشرون جنديا، ونختار أن يسمى بالعريف الأول تمييزا له عمن دونه، كما قالوا: ملازم ثان وملازم أول، وقد اعتاد الناس تلقيب كل جندي بالجاويش تكريما له عند المخاطبة سواء كان كذلك أو لم يكن فيصلح له لفظ العريف لخفته، ومنه يكون عريف النقطة لجاويش النقطة من الشرطة.

وقد بقي لفظ جاويش لحجاب الوزراء ونحوهم في الدواوين، وهؤلاء لفظ الحرسي أو الحاجب أولى بإطلاقه عليهم.

باشجاويش:

تركي من باش بمعنى رأس وجاوش المار ذكره؛ أي رئيس الجاوشية، ويكون تحت إمرته جاويشان، أما رئيس الحجاب في الدواوين، فقد جروا على تسميته بجاويش أغاسي، ولما كان الباشجاويش على عدة من العرفاء والعرفاء الأول يحسن أن يلقب بعريف العرفاء.

بلوك أمين:

والصواب بلوك أميني؛ لأن الياء تلحق آخر المضاف في التركية إذا كان ساكنا، والمراد به أمين البلوك؛ أي كاتبه، وهو جندي يختار ممن يحسنون القراءة والكتابة فيرقى إلى هذه الرتبة، ولما كنا جرينا على عدم التغيير فيما اصطلحوا عليه إذا كان عربيا نرى أن يقال فيه: أمين كوكبة.

صول:

تركي مختصر من صول قول أغاسي؛ أي رئيس الجناح الأيسر، وهو اليوم معدود من ضباط الصف، ورتبته أكبر رتبة فيه، ويكون بين الباشجاويش والملازم، ولا يلبس ملابس الجنود، بل يتمنطق بسيف الملازمين ويتشح بحلتهم إلا أنها بدون علامات، وأقرب الألفاظ إليه مما تقدم المنكب.

رتب الضباط

الملازم:

منه أول وثان والأول أكبر، وهو عربي يبقى على مصطلحهم.

يوزباشي:

مركب من يوز بمعنى مائة في التركية وباش بمعنى رأس، والمراد رأس مائة؛ أي بلوك من الجند، ونختار له النقيب كما اصطلحت عليه بعض الدول فجعلته رئيسا لهذا العدد على ما مر بك.

صاغ:

هو صاغ قول أغاسي؛ أي رئيس الجناح الأيمن، ويراد به في الجندية اليوم وكيل البيكباشي، ونختار له وكيل القائد أو وكيل الزعيم أو وكيل المقدم، ولا معنى لاستطالة اللفظ واستثقاله، وهو لا يزيد على كلمتين ككثير من الألقاب التركية الجارية على الألسنة بلا استثقال ولا استنكار، بل لا مانع يمنع إذا طلبنا الخفة من الاقتصار على الوكيل كما اقتصروا على الصاغ.

بيكباشي:

مركب من بيك بمعنى ألف وتقرأ الكاف نونا، ومن باش بمعنى رأس، وهو رئيس ألف؛ أي أورطة من الجند، وقد مر أن بعض الدول أطلقت على رئيس هذا العدد لقب قائد، ولا بأس من متابعتها فيه إلا إذا خشي التباسه بقائد الجيش المعين لقيادته العليا إبان الحروب، وهو المعبر عنه بالقومندان، فيختار للبيكباشي لفظ الزعيم أو المقدم، وقد مر أن مقدمي الألوف كانوا من أمراء الجند، أما ما ورد في عبارة سلوك المالك وآثار الأول من جعل القائد رأسا لعشرة، فالظاهر أنهما أرادا به المعنى اللغوي عند ترجمة ترتيب الروم، وإلا فالقائد في العرف أجل شأنا من ذلك، بل هو الرئيس الأكبر للجيش إذا أطلق.

قائم مقام:

أي قائم مقام الأمير في رئاسة الألاي، وكان يطلق على وكيل أمير الألاي، ثم صار الآن يعين لقيادة الأورطة، وهو عربي لا يغير إلا أنه ينبغي ألا يعرف بإدخال الألف واللام على أوله، فيقال فيه «القائمقام» كما يقولون، بل الصواب فيه: قائم المقام بإدخالهما على المضاف إليه كما لا يخفى.

ميرألاي:

مركب من مير مختصر أمير، ومن ألاي بمعنى الفيلق، فيقال: أمير فيلق.

لواء:

هكذا يقولون اليوم، وأصله عندهم: مير لواء؛ أي أمير لواء؛ فيبقى لأنه عربي.

فريق:

هو رئيس الفرقة المركبة من الألوية كما مر، ويظهر لنا أن أصله مير فريق، ثم اقتصروا على جزئه الثاني كما فعلوا في أمير اللواء ، وقد سبق لنا أننا رجحنا لفظ الفريق على الفرقة؛ لأنه أكبر منها على ما في النصوص اللغوية، فيحسن إطلاقه عليها وتسمية الرئيس بأمير فريق.

مشير:

هو أكبر الرتب العسكرية بمنزلة الوزارة في الملكية، ونرى أنه من الألفاظ التي وضعت في غير موضعها؛ لأن الأقرب في الاستشارة أن تكون مع من يرافق الملك ويلازمه، لا مع من يتولى قيادة الجند، فلو عكسوا فسموا الوزير بالمشير والمشير بالوزير لكان وجها، ورأينا أن لقب الوزير يشملهما فيطلق على كليهما ويفرق بينهما بأن يقال: وزير قلمي، ووزير سيفي، كما كان يقال قديما، وقد كان المشير في الدول المصرية لقبا لصاحب منصب لا تعلق له بالجندية، بل كان عمله مقتصرا على التكلم عن السلطان في مجالس الاستشارة، فإذا عرض أمر يدعو إلى جمع الخليفة والقضاة والوزير والأمراء لاستشارتهم، لقنه السلطان ما يقول سرا، فيستشيرهم واحدا واحدا، ويناقشهم ويناقشونه حتى يبت في الأمر بشيء، والسلطان ساكت لا يتكلم حفظا لأبهة الملك من أن يرد ويرد عليه.

السردار:

لفظ فارسي يراد به كبير العساكر وقائدهم، وهو في مصر كذلك وليس برتبة، لقب لمتولي منصب معروف يكون بعد ناظر الحربية وبيده كل ما يتعلق بالجند من ترتيب ونظام وعرض ونحوها، وكان يسمى في الدول المصرية بنقيب الجيش، إلا أنه كان أصغر شأنا مما عليه السردار الآن.

مراكز الجند وبعض مصطلحاتهم

قشلاق:

تركي، يقال فيه قشله أيضا وقيشلاق وقيشله، ويراد به مكان إقامة العسكر، ويرادفه في العربية الثكنة.

قره قول:

والعامة تقول كركون، لفظ تركي مركب من قره؛ أي البر، وقول بمعنى الفرقة، والمراد به حرس البر، ثم تجوزوا فأطلقوه على المكان الذي يقيم فيه هذا الحرس من الشرطة، ويسجن فيه المجرمون عند القبض عليهم، وقد اصطلحت الدول العربية القديمة على تسميته بالمسلحة، وهي مكان السلاح في الأصل ثم خصت بمكان الشرطة، واستحسن المأمون تسميتها بالمصلحة فسميت بذلك في زمنه، وقد اصطلح أخيرا على تسميته في مصر بالقسم، ونعم ما فعلوا.

دونانمه:

أصلها في التركية طونانمه أو طوننمه، ويرادفها الأسطول.

مناوره:

أصلها في الفرنسية

Maneuvre

ومعناها تمرين الجند وتدريبه على الحركات وحمل السلاح واستعماله، وفي أحد هذين اللفظين غناء.

طابور:

يراد به التعليم اليومي، يقولون: خرجوا للطابور؛ أي للتعليم والتمرين، وقد يقال: صفهم طابورا؛ أي صفا، ويظهر أنه الأصل في إطلاقه على التمرين؛ لأنه لا يكون إلا باصطفاف الجند.

نشان:

فارسي الأصل، والمراد به علامة توضع يتعلم عليها الرمي، وصوابه نشانكاه (بكاف كالجيم المصرية)، ويرادفه الهدف والنجيث والدريئة. (2) في الرتب الملكية

هي لعمال الدواوين في مقابل الرتب العسكرية للجند، وينعم بها أيضا على الأعيان، والمشهور عندهم فيها الملكية (بضم فسكون) نسبة إلى الملك، وبعضهم ينطق بها بالتحريك؛ أي بفتحتين، فتكون على هذا نسبة إلى الملك؛ لأن القياس في مثله أن يفتح ثانيه في النسب كما هو معروف.

ولا ندري لأية علة خص هذا الصنف بهذه النسبة وليس له مزيد اختصاص بالملك والملك عن غيره، بل أخلق برجال الجندية أن يكونوا أقرب للملك وألصق به من هذه الوجهة؛ لأنه قائدهم الأكبر عند سائر الأمم يتشح بحللهم ويتحلى بحلاهم، فالأولى في هذه الرتب أن تسمى بالديوانية تبعا لما كان عليه الاصطلاح في مناصب الدول المصرية، وقسمتها إلى جندية وديوانية، وهي تسمية مقبولة.

والموجود منها بمصر ثمان: الخامسة والرابعة والثالثة، ويلقب الحائز لإحداها بالأفندي، والثانية والمتمايزة، ويلقب الحائز لإحداهما بالبك، وميرميران ورومللي بكلربكي والوزارة، ويلقب الحائز لإحداها بالباشا، وسيأتي الكلام على هذه الألقاب.

أما أسماء الرتب فلا نرى داعيا لتغيير ما كان منها عربيا، فتبقى الخامسة وما بعدها إلى الثانية، وتغير المتمايزة بالأولى لتكون كلها على نسق واحد في التسمية العددية، وما فوقها يكون على ما يأتي:

ميرميران:

مختصر من أمير أميران؛ أي أمير الأمراء، لأن الألف والنون علامة الجمع في الفارسية، ونختار له الأمير الكبير.

رومللي بكلربكي:

ومعناه أمير أمراء الرومللي، فيقتصر فيه على أمير الأمراء.

الوزارة:

تبقى، وقد رأينا فيما سبق أن توصف بالقلمية أو الديوانية تمييزا لها عن الوزارة السيفية.

الألقاب

الأفندي:

تركي مقتبس من اليونانية، ومعناه الصاحب والمالك والسيد والمولى، ويطلق في العسكرية على الحائز لرتبة ملازم فما فوقها إلى البيكباشي، وفي الرتب الديوانية على الحائز للخامسة إلى الثالثة، وعلى كل مستخدم في الحكومة وإن لم يكن حائزا لرتبة، وعلى كل من يقرأ ويكتب من غير المعممين وعلى القضاة الشرعيين، ولكن على قلة الآن، وقد رأينا أن معناه السيد والمولى، فما المانع من الاستعاضة عنه بلفظ السيد، فيكون مرادفا أيضا للمسيو

Monsieur

عند الفرنسيس، والمستر عند الإنكليز، اللهم إلا أن يقال بعدم جواز إطلاقه إلا على الأشراف من بني الحسنين - عليهما السلام - وهو وهم جر إليه التغافل عن كونه مجرد اصطلاح فقط في مصر، كما اصطلح أهل الحجاز على تخصيص الشريف بالحسني والسيد بالحسيني، بل لا يزال إطلاق السيد على التجار والمعممين من ذوي البيوتات وإن لم يكونوا شرفاء، معروفا في مصر متداولا.

البك:

معناه الأمير، ويطلق في العسكرية على الحائزين لرتبة قائم المقام وأمير الألاي، وفي الديوانية لأصحاب الثانية والمتمايزة، ويرادفه الأمير، فيقال: الأمير فلان، بدل فلان بك.

الباشا:

الكلام في أصله يطول، وهو خاص في العسكرية بالحائزين لرتبة أمير لواء فما فوقها، وفي الديوانية بأصحاب ميرميران ورومللي بكلربكي والوزارة، ونختار له الأمير أيضا إلا في الوزارة فيقال وزير. (3) في الرتب العلمية

هي خاصة بعلماء الأزهر وتسمى بالدرجات، وهي ثلاث: الثالثة والثانية والأولى، فتبقى على ما هي عليه. (4) في الرتب القلمية

هي ما استحسنا إحداثه للكتاب والعلماء الخارجين عن الأزهر، ونرى أن تكون على ثلاث درجات أيضا كالعلمية: ثالثة وثانية، ويلقب الحائز لإحداهما بالأستاذ، وأولى، ويلقب الحائز لها بالرئيس بدل أفندي وبك وباشا. (5) ألفاظ تدل على جماعات الإنسان

الحضيرة: (المخصص ج6 ص199) السبعة من الرجال أو الثمانية والجمع حضائر، وقيل هي الأربعة، وقيل هم العشرة. (اللسان ج5 ص275) الحضيرة: جماعة القوم، وقيل الحضيرة من الرجال: السبعة أو الثمانية، قال أبو ذؤيب:

رجال حروب يسعرون وحلقة

من الدار لا يأتي عليها الحضائر

وقيل الحضيرة: الأربعة والخمسة يغزون، وقيل هم النفر يغزى بهم، وقيل هم العشرة فمن دونهم ... قال أبو عبيدة: الحضيرة ما بين سبعة رجال إلى ثمانية.

النفيضة:

ذكرها اللسان في «حضر» مع الحضيرة، فقال: النفيضة: الجماعة، وهم الذين ينفضون، ثم قال: الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع ... قال ابن بري: النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثم عدو أو خوف. ا.ه.

كل هذا في تفسير قول الجهنية:

سباق عادية ورأس سرية

ومقاتل بطل وهاد مسلع

يرد المياه حضيرة ونفيضة

ورد القطاة إذا اسمأل التبع

أي إذا قصر الظل عند انتصاف النهار. (المخصص ج6 ص201) النفيضة: الجماعة يتقدمون الجيش فينفضون الأرض لينظروا ما فيها، وهم النفضة «وكذلك الطليعة والربيئة».

السرية: (المخصص ج6 ص299) ابن السكيت: السرية ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة، غيره: هي نحو أربعمائة. (اللسان ج19 ص105)، السرية: ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة، وقيل: هي من الخيل نحو أربعمائة، ولامها ياء، والسرية: قطعة من الجيش، يقال: خير السرايا أربعمائة رجل، التهذيب: وأما السرية من سرايا الجيوش فإنها فعيلة بمعنى فاعلة.

سميت سرية لأنها تسري ليلا في خفية لئلا ينذر بهم العدو فيحذروا أو يمتنعوا، يقال: سرى قائد الجيش سرية إلى العدو، إذا جردها وبعثها إليهم، وهو التسرية.

وفي الحديث: يرد متسريهم على قاعدهم، المتسري: الذي يخرج في السرية، وهي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تبعث إلى العدو، وجمعها السرايا، سميت بذلك؛ لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السري النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية وليس بالوجه؛ لأن لام السر راء وهذه ياء، ومعنى الحديث: أن الإمام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو، فإذا غنموا شيئا كان بينهم وبين الجيش عامة؛ لأنهم ردء لهم وفئة، فأما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يشاركونهم في المغنم، فإن كان جعل لهم نفلا من الغنيمة لم يشركهم غيرهم في شيء منه على الوجهين معا «كليات أبي البقاء ص275 السرية من 50 إلى 400».

المنسر: (المخصص ج6 آخر ص199) ما بين الثلاثين إلى الأربعين، سمي بذلك لأنه مثل منسر الطائر يختلس اختلاسا ثم يرجع ولا يزاحف، وأنشد:

تقول لك الويلات هل أنت تارك

ضبوءا برجل تارة وبمنسر

أبو عبيدة: وهو المنسر. (اللسان ج7 ص59)، المنسر أيضا قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير، والميم زائدة، قال لبيد يرثي قتلى هوازن:

سما لهم ابن الجعد حتى أصابهم

بذي لجب كالطود ليس بمنسر

والمنسر مثال المجلس لغة فيه ... ابن سيده: والمنسر والمنسر من الخيل: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل ما بين الأربعين إلى الخمسين، وقيل ما بين الأربعين إلى الستين، وقيل ما بين المائة إلى المائتين، وذكر في مادة (قنب ص185) المنسر: ما بين ثلاثين فارسا إلى أربعين.

المقنب: (المخصص ج6 أول ص200) الجماعة ليست بالكثيرة، وقيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين.

ابن جني: وقيل المقنب ألف، وقيل مائة ومائتان وأكثر، وقد تقنبوا: صاروا مقنبا. (اللسان ج2 ص184) المقنب من الخيل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل زهاء ثلاثمائة، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - واهتمامه بالخلافة فذكر له سعد حين طعن، فقال: ذاك إنما يكون في مقنب من مقانبكم، المقنب (بالكسر): جماعة الخيل والفرسان، وقيل هي دون المائة، يريد أنه صاحب حرب وجيوش، وليس بصاحب هذا الأمر، وفي حديث عدي: كيف بطيئ ومقانبها؟ وقنب القوم وأقنبوا إقنابا وتقنيبا: إذا صاروا مقنبا، قال أبو عمرو: المنسر ما بين ثلاثين فارسا إلى أربعين، قال: ولم أره وقت في المقنب شيئا.

الفيلق: (المخصص ج6 ص200) ابن السكيت: فإذا كثروا فهي الفيلق، ابن دريد: الفيلق الكثيرة السلاح، أو هي الشديدة، أبو عبيد: الفيلق اسم للكتيبة. (اللسان ج12 ص186) وكتيبة: فيلق شديدة شبهت بالداهية، وقيل هي الكثيرة السلاح، قال أبو عبيد: هي اسم للكتيبة، قال ابن سيده: وليس هذا بشيء، التهذيب: الفيلق: الجيش العظيم، قال الكميت:

في حومة الفيلق الجأواء إذ نزلت

قسر وهيضلها الخشخاش إذ نزلوا

القدموس: (المخصص ج6 ص200) مقدم الجيش. (اللسان ج8 ص52): جيش قدموس عظيم، والقدموس: الملك الضخم، وقيل هو السيد العظيم، والقدموس: المتقدم، وقدموس العسكر مقدمه، قال:

بذي قداميس لهام لو دسر

السربة: (المخصص ج6 ص200): والسربة بين عشرين إلى ثلاثين، وأنشد:

أمسى الفراش مطيتي

ولقد أراني خير فارس

زولا أفيء عنيمة

في سربة والليل دامس

غيره: الصبة كالسربة. (اللسان ج1 ص446): السربة جماعة ينسلون من العسكر فيغيرون ويرجعون، والسربة: الجماعة من الخيل ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل ما بين العشرة إلى العشرين. (أول ص448) ويقال: سرب عليه الخيل، هو أن يبعثها عليه سربة بعد سربة.

القنبل والقنبلة: (المخصص ج6 ص201) الغلاصم والقنابل: الجماعات، الأصمعي: واحدته قنبلة، ابن دريد: القنبل: القطعة من الخيل ما بين الخمسين فصاعدا، الفارسي: وهذه هي التي تدعى الموكب، ولم أجد تفسير الموكب. (اللسان ج14 ص88) القنبلة والقنبل: طائفة من الناس ومن الخيل، قيل هم ما بين الثلاثين والأربعين ونحوه، وقيل هم جماعة الناس من قنبلة من الخيل، وقنبلة من الناس: طائفة منهم، والجمع القنابل.

الرعلة والرعيل: (المخصص ج6 ص201) الحرجل: القطعة من الخيل، أبو عبيد: وكذلك الرعلة والرعيل، وقد يكون الرعيل من الخيل والرجال، (وفي أول ص202) الكردوس نحو الرعيل، وذكر جمع الرعيل ... إلخ. (اللسان ج13 ص305) الرعلة: القطيع أو القطعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل هي أولها ومقدمتها، وقيل هي القطعة من الخيل قدر العشرين، والجمع رعال ... الرعلة: القطعة من الخيل متقدمة كانت أو غير متقدمة، قال: وأما الرعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد ورجال وطير ونجوم وإبل وغير ذلك.

قال ابن سيده: والرعيل كالرعلة، وقد يكون من الخيل والرجال ... (ج13 أول ص306).

وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعة الخيل رعيل، وفي حديث علي - كرم الله وجهه: سراعا إلى أمره رعيلا؛ أي ركابا على الخيل، وفي حديث ابن زمل: فكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم جاءت الرعلة الثانية، ثم جاءت الرعلة الثالثة، حتى يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعات الخيل رعيل، واسترعل: الذي ينهض في الرعيل الأول، وقيل هو الخارج في الرعيل، وقيل هو قائدها كأنه يستحثها.

التو. (المخصص ج6 ص202) التو من الخيل: الألف. (اللسان ج18 آخر ص113) التو: ألف من الخيل، يعني بألف رجل؛ أي بألف واحد.

العدف أو العدفة: (بكسر الأول): ما بين العشرة إلى الخمسين من الرجال.

الكتيبة: (اللسان ج2 أواخر ص195) الكتيبة: ما جمع فلم ينتشر، وقيل هي الجماعة المستحيزة من الخيل؛ أي في حيز على حدة، وقيل: الكتيبة جماعة الخيل إذا أغارت من المائة إلى الألف، والكتيبة: الجيش، وفي حديث السقيفة: نحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، الكتيبة: القطعة العظيمة من الجيش، والجمع الكتائب، وكتب الكتائب: هيأها كتيبة كتيبة.

الكردوس: (اللسان ج8 ص79) الكردوس: الخيل العظيمة، وقيل القطعة من الخيل العظيمة، والكراديس: كتائب الخيل واحدها كردوس. (المخصص ج6 ص202) والكردوس: نحو الرعيل، صاحب العين: كردس القائد خيله.

الكوكبة: (اللسان ج2 ص216) الكوكبة: الجماعة، ومثله في القاموس، وزاد شارحه: من الناس.

الفرقة: (اللسان ج12 ص175) الفرقة: طائفة من الناس، والفريق أكثر منه ... قال ابن بري: الفريق من الناس وغيرهم: فرقة منه، (كليات أبي البقاء ص275) الفريق: أكثر من الفرقة.

الطائفة:

ملخص في اللسان (ج11 ص130) أنها من الرجل الواحد إلى الألف، وقيل: والرجل الواحد فما فوقه، وقيل: الطائفة دون الألف.

العصابة: (كليات أبي البقاء ص274) العصابة من الخيل والرجال ... إلخ: من 3 أو 7 إلى 20، وقيل: من 10-40. (اللسان ج2 ص75، 96) العصبة والعصابة: جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين ... العصائب: جمع عصابة، وهي ما بين العشرة إلى الأربعين ... وكل جماعة رجال وخيل بفرسانها، أو جماعة طير أو غيرها: عصبة وعصابة.

الموكب: (كليات أبي البقاء ص274) الموكب: الجماعة ركبانا أو مشاة. (اللسان ج2 ص302) والموكب: الجماعة من الناس ركبانا ومشاة ... والموكب: القوم الركوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان، وفي الحديث أنه كان يسير في الإفاضة سير الموكب، الموكب: جماعة ركبان يسيرون برفق، وهم أيضا القوم الركوب للزينة والتنزه، أراد أنه لم يكن يسرع السير فيها.

الفوج: (كليات أبي البقاء ص274) الفوج: الجماعة المارة بسرعة، اللسان أول المادة: الفائج والفوج: القطيع من الناس، وفي الصحاح: الجماعة من الناس ... الإفاجة: الإسراع والعدو ... ابن الأثير: الفوج: الجماعة من الناس، والفيج مثله، وهو مخفف من الفيج، وأصله الواو.

النفر: (كليات أبي البقاء ص274): من 3 إلى 9، ولا يستعمل فيما فوق العشرة. (اللسان ص83): والنفر (بالتحريك) والرهط: ما دون العشرة من الرجال، ومنهم من خصص فقال: للرجال دون النساء، والجمع أنفاز، وقال أبو العباس: النفر والقوم والرهط: هؤلاء معناهم الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، قال سيبويه: والنسب إليه نفري، وقيل: النفر: الناس كلهم عن كراع، والنفر مثله وكذلك النفر والنفرة، وفي حديث أبي ذر: لو كان ههنا أحد من أنفارنا؛ أي من قومنا، جمع نفر، وهم رهط الإنسان وعشيرته، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة، وفي الحديث: ونفرنا خلوف؛ أي رجالنا، الليث: يقال هؤلاء عشرة نفر؛ أي عشرة رجال، ولا يقال عشرون نفرا، ولا ما فوق العشرة، وهم النفر من القوم، وقال الفراء: نفرة الرجل ونفره: رهطه ... إلخ.

الرهط:

اللسان أول المادة: رهط الرجل قومه وقبيلته، ويقال هم رهط دنية، والرهط عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة، وبعض يقول: من سبعة إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نفر، وقيل: الرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة ... إلخ، وإذا قيل: بنو فلان رهط فلان، فهو ذو قرابته الأدنون، والفصيلة أقرب من ذلك ... إلخ، (وانظر كليات أبي البقاء ص274).

الفئة: (اللسان ج20 ص3) والفئة: الجماعة من الناس؛ لأن الفئة الفرقة من الناس ... والفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل، والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فإذا كان عليهم خوف أو هزيمة التجئوا إليهم، (وانظر كليات أبي البقاء ص274).

اللفيف: (اللسان ج11 ص229) وجمع لفيف: مجتمع ملتف ... (ص230) اللفيف: قوم يجتمعون من قبائل شتى ليس لهم أصلهم واحدا ... واللفيف: ما اجتمع من الناس من قبائل شتى، أبو عمرو: اللفيف الجمع العظيم من أخلاط شتى فيهم الشريف والدنيء، والمطيع والعاصي، والقوي والضعيف ... (وانظر كليات أبي البقاء ص274).

الركب: (اللسان ج1 ص413): ركب وركبان، لا تقل ركب إبل ولا ركبان إبل؛ لأن الركب والركبان لا يكون إلا لركاب الإبل، قال الأخفش: هو جمع، وهم العشرة فما فوقها، وأرى الركب قد يكون للخيل والإبل ... وفي التنزيل العزيز:

والركب أسفل منكم ، فقد يجوز أن يكونوا ركب خيل، وأن يكونوا ركب إبل، وقد يجوز أن يكون الجيش منهما جميعا، (وانظر كليات أبي البقاء ص274).

الشرذمة:

اللسان أول المادة: الشرذمة: القطعة من الشيء، والجمع شراذم ... والشرذمة: القليل من الناس، وقيل الجماعة من الناس القليلة، (وانظر كليات أبي البقاء ص275).

الجيش: (كليات أبي البقاء ص275) الجيش : الجند والسائرون إلى الحرب، وهم من 1000 إلى 4000. (اللسان ج8 ص165) الجيش واحد الجيوش، والجيش: الجند، وقيل جماعة الناس في الحرب، والجمع جيوش، التهذيب: الجيش جند يسيرون لحرب أو غيرها، يقال: جيش فلان؛ أي جمع الجيوش، واستجاشه؛ أي طلب منه جيشا، وفي حديث عامر بن فهيرة: فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل؛ أي طلب لهم الجيش وجمعه عليهم.

الخميس: (كليات أبي البقاء ص275) من 400 إلى 12000. (اللسان ص372) الخميس: الجيش الجرار، وقيل الجيش الخشن، وفي المحكم: الجيش يخمس ما وجده، وسمي ذلك لأنه خمس فرق: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق، ألا ترى إلى قول الشاعر:

قد يضرب الجيش الخميس الأزورا

فجعله صفة، وفي حديث خيبر: محمد والخميس؛ أي والجيش، وقد سمي خميسا لأنه يخمس فيه الغنائم، ومحمد خبر مبتدأ؛ أي هذا محمد، ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: «هم أعظمنا خميسا.» أي: جيشا (الروض الأنف للسهيلي ج2 ص86)، أنشد لأوس بن حجر، وهو جاهلي قديم:

نكصتم على أعقابكم يوم جئتم

تزجون أنفال الخميس العرمرم

فاستشهد به على أن الأنفال كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام، ثم قال: وفي بيت أوس بن حجر أيضا شاهد آخر على أن الجيش كان يسمى خميسا في الجاهلية لأن قوما زعموا أن اسم الخميس من الخمس الذي يؤخذ من المغنم، وهذا لم يكن حتى جاء الإسلام.

وإنما كان لصاحب الجيش الربع وهو المرباع، وقال في موضع آخر (ص237): وقول اليهود «محمد والخميس» سمي الجيش العظيم خميسا لأن له ساقة ومقدمة وجناحين وقلبا، لا من أجل تخميس الغنيمة، فإن الخمس من سنة الإسلام، وقد كان الجيش يسمى خميسا في الجاهلية، وقد ذكرنا الشاهد على ذلك فيما تقدم. ا.ه.

العسكر: (كليات أبي البقاء ص275): العسكر يجمع كل ما ذكر؛ لأنه الكثير من كل شيء. (اللسان ج6 ص243) العسكر: مجتمع الجيش ... والعسكر: الجيش، وعسكر الرجل فهو معسكر، والموضع معسكر (بفتح الكاف).

البجد: (اللسان ج4 ص43) البجد: الخلق الكثير، قال كعب بن مالك:

تلوذ البجود بأدرائنا

من الضر في أزمات السنينا •••

تمت الرسالة اللغوية في الرتب والألقاب المصرية لرجال الجيش والهيئات العلمية والقلمية ، وقد راجعها ووقف على طبعها الأستاذ محمد عبد الجواد الأصمعي من محرري اللجنة، والحمد لله أولا وآخرا.

অজানা পৃষ্ঠা