রিসালা ইলা আহলে থুঘর
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
তদারক
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
প্রকাশক
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
١٤١٣هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
ধর্ম এবং মতবাদ
السلام بما تجنه١ صدورهم، وما يغيبون٢ به عنه من أخبارهم٣، ثم دعاهم ﵇ إلى معرفة الله ﷿ وإلى طاعته فيما كلف تبليغه إليهم بقوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ ٤، وعرفهم أمر الله تعالى بإبلاغه ذلك، وما ضمنه٥ له من عصمته منهم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ ٦ فعصمه٧ الله منهم مع كثرتهم وشدة
_________
١ جن الشيء يجنه جنًا ستره، وكل شيء ستر عنك فقد جن عنك، وبه يسمى الجن جنًا لاستتارهم واختفائهم. (انظر: لسان العرب ١٦/٢٤٤) .
٢ في الأصل و(ت) "يعينون" وما أثبته من نسخة ابن تيمية وهو الصواب.
٣ كان الوحي ينزل على النبي ﷺ فيخبره عما يغيب عنه من أخبار المنافقين، وقد دل على ذلك ما جاء في سورة التوبة. (انظر: تفسير الطبري ١٠/١٧٣)، كما ثبت في الصحيح والسير قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، وأن النبي ﷺ أخبر عنه، وكذلك أخبر عن موت زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه. (انظر: الاعتقاد للبيهقي ص١٥١) .
وينبغي أن يعلم أن رسول الله ﷺ لا يعلم الغيب من عند نفسه، بل علمه به من قبل ربه، وفيما هو مصلحة للدعوة، وتأمل قوله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ ...﴾ الجن آية: (٢٦- ٢٨) .
٤ الآية من سورة النساء، وتمامها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ آية: (٥٩) .
ويتبين من هذه الآية ونظائرها أن الله أوجب في كتابه اتباع سنة نبيه ﷺ وهذا يجب التنبيه إليه، حيث إن كثيرًا من المسلمين أهملوا هذا الجانب، فتركوا السنة، أو ابتعدوا عنها قليلًا أو كثيرًا، بحجة أن الله لم يفرض علينا سوى القرآن، والواقع يخالف ذلك، فالذي فرض القرآن هو الذي أوجب علينا اتباع سنة خير الأنام ﷺ، ولقد قال الشافعي ﵀ في الرسالة: "وضع الله رسوله من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان جل ثناؤه أنه جعله علمًا لدينه بما افترض من طاعته، وحرم من معصيته، وأبان من فضيلته بما قرن من الإيمان برسوله مع الإيمان به". (انظر: الرسالة ص٧٣ من الطبعة الأولى ١٣٥٨هـ) .
وقال الشوكاني عقب ذكره للآيات الآمرة باتباع النبي ﷺ: "ويستفاد من جميع ما ذكره أن ما أمره به رسول الله ﷺ ونهى عنه كان الأخذ به واتباعه واجبًا بأمر الله سبحانه، وكانت الطاعة لرسول الله في ذلك طاعة لله، وكان الأمر من رسول الله أمرًا من الله". (انظر: شرح الصدور بتحريم رفع القبور ص١١) .
٥ في الأصل، و(ت) "لهم". وأثبته من نسخة ابن تيمية وهو الصواب.
٦ المائدة آية: (٦٧) .
وهذه الآية تفيد إفادة قطعية أن النبي ﷺ بلغ الإبلاغ المبين، وجاهد في سبيل ذلك حتى أتاه اليقين.
وقد أخرج البخاري في تفسيره لهذه الآية قول عائشة ﵂ "من حدثك أن محمدًا كتم شيئًا مما أنزل عليه فقد كذب، الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ (انظر: تفسير المائدة ٥/١٨٨، وسورة النجم ٦/٢٥٠، وكتاب التوحيد باب ٤٦ ج٨/٢١٠، ومسلم كتاب الإيمان باب ٧٧ج١/١٥٩، والترمذي كتاب التفسير باب ٧ ج٥/٢٦٢) .
وفي هذه الآية أيضًا رد على الباطنية والروافض وغلاة المتصوفة الذين يقولون بالظاهر والباطن.
ولقد تعرض لهم رشيد رضا في تفسيره للآية فقال: "... فأما الباطنية فأئمتهم في مذاهبهم زنادقة..، وأما المتصوفة فقد راج على بعضهم بعض الشبهات والتأويلات لضعفهم في علم الكتاب والسنة، ثم قال: والحق الذي لا مرية فيه أن الرسول ﷺ بلغ جميع ما أنزل إليه من القرآن وبينه، ولم يخص أحدًا بشيء من علم الدين، وأنه لا يمتاز أحد في علم الدين على أحد إلا بفهم القرآن..." (انظر تفسيره: ٦/٤٦٣- ٤٧٤) .
٧ في الأصل: "فعصمة" بالتاء، وما أثبته من (ت) ونسخة ابن تيمية.
1 / 99