রিসালা ইলা আহলে থুঘর
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
তদারক
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
প্রকাশক
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
١٤١٣هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
ধর্ম এবং মতবাদ
وأن إمامتهم كانت عن رضى من جماعتهم، وأن الله ألف قلوبهم على ذلك لما أراده من استخلافهم جميعًا بقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾ ١ فجمع الله قلوب المؤمنين على ترتيبهم في التقديم من قبل أنهم لو قدموا عمر على الجماعة لخرج أبو بكر عما وعده الله به، وكذلك لو قدم عثمان لخرج أبو بكر وعمر؛ لأن الله قد علم أنه يبقى بعدهما، وأنهما يموتان قبله، وكذلك لو قدم علي على جميعهم لخرجوا من الوعد لعلم الله أنهم يموتون قبله فرتبهم وألف بين قلوب المؤمنين على ذلك، لينالوا جميعًا ما وعدوا به، وإن كان كل واحد منهم يعلم ذلك٢.
الإجماع السابع والأربعون
وأجمعوا على أن الخيار بعد العشرة في أهل بدر من المهاجرين والأنصار على قدر الهجرة والسابقة٣، وعلى أن كل من صحب النبي ﷺ ولو ساعة، أو رآه ولو مرة مع إيمانه به وبما دعا إليه أفضل من التابعين بذلك٤.
_________
١ سورة النور آية: (٥٥) .
٢ يشير الأشعري إلى أن ترتيب الخلفاء الراشدين على ما سبق ذكره، هو ما أراد الله كونه، وهيأ له أسباب وجوده، وانظر إجماع الناس على بيعة أبي بكر في صحيح البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي باب ٥ج٤/١٩٤، ثم فوض أبو بكر الخلافة بعده لعمر واتفقت الأمة عليه. (انظر شرح الطحاوية ص٤٢٤، وحول بيعة عثمان بوب البخاري في الصحيح بقوله: "قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان". ثم ساق القصة كاملة. انظر كتاب فضائل أصحاب النبي باب ٨ ج٤/٢٠٤، ثم اعتقد أهل السنة أن عليًا هو الخليفة الرابع لرسول الله ﷺ.
انظر ما سبق ذكره في بداية هذا الإجماع، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٥٠، والفصل لابن حزم ٤/١٤٤، ١٥٧، ١٥٨، وشرح الطحاوية ص٤٣٠.
٣ انظر ما تقدم ذكره في الإجماع السابق.
٤ لشرف منزلة النبي ﷺ وعظم مكانته أعطي من رآه ولو مرة واحدة مع إيمانه به حكم الصحابة.
قال أبو المظفر السمعاني: "أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثًا، أو كلمه، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة وذلك لشرف منزلة النبي ﷺ أعطوا كل من رآه حكم الصحابة". انظر علوم الحديث لابن الصلاح ص٢٦٣.
وقد اختلف في تعريف الصحابي على أقوال: قال البخاري: "ومن صحب رسول الله ﷺ أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه". انظر البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي باب ١ج٤/١٨٨، وقد ذكر ابن حجر أن تعريف البخاري هذا هو أولى التعريفات إلا أنه قيده بقيد وهو "ومات على ذلك" حتى يخرج بذلك من ارتد، وعليه عرف الصحابي بقوله: "وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي رسول الله ﷺ مؤمنًا به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه، أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى". انظر الإصابة في تمييز الصحابة ١/٧.
وقد أخذ السيوطي أيضًا بهذا التعريف، انظر تدريب الراوي ٢/٢٠٩.
وذهب بعض أهل الأصول إلى أن الصحابي من طالت مجالسته على طريق التبع للنبي ﷺ كما ورد من طريق ضعيف عن سعيد بن المسيب أنه لا يعد صحابيًا إلا من أقام معه سنة أو سنتين، أو غزا معه غزوة أو غزوتين.
وهناك أقوال أخر ذكرها السيوطي في التدريب انظر ٢/٢١٠- ٢١٢، والراجح ما سبق ذكره عن البخاري، وغيره وهو ما اعتمده الأشعري في تعريفه.
1 / 171