وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين، أخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور اليقين، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديه الحافظين للحق، السالكين نهجه إلى يوم الدين.
كثيرا ما يقف الطالب حائرا في اختيار بحث، يفيد به الآخرين، ويحيي به تراث الأولين؛ مترددا أياما وشهورا، في ضبط موضوع البحث وعنوانه لأسباب وعوامل عدة:
إما أن اختصاصه لا يتيح له سعة الاختيار، لأن علماء ذلك الفن قد ملؤوا بطون الكتب بما فيه الغنية. أو أن النفس لا تطمئن إلى بحث بعينه، خوفا من ندرة المراجع، أو سعة الموضوع... وهناك أسباب كثيرة تشابهها.
لكن إذا وجد الطالب مشرفا مقتدرا في معرفة ميوله واكتشاف قدراته، فإنهما يوفقان جميعا في بلوغ الهدف، ولقد اخترت وخيرت في مواضيع عدة، فوقعت عيني واطمأن قلبي ونشط عقلي في تحقيق رسالة طال عهدها، وصفا نبعها، تمتاز بقيمتها التاريخية، ومنحاها الشرعي.
دوافع وأسباب اختيار الموضوع
مما دفع بي إلى اختيار هذا المخطوط ما يلي:
كثيرا ما كنت أقرأ وأسمع أن للإباضية تراثا ضخما وتآليف كثيرة، تفوق تآليف المذاهب الأخرى بالنسبة لعددهم؛ فبدأت أتطلع إلى ذلك من خلال الفهارس والمكتبات المتوفرة هنا وهناك، وأخيرا توصلت إلى أن المكتبة الإباضية من أزخر المكتبات، وأغزرها مادة، لكن - وللأسف الشديد - لم تجد من يتناولها بعناية الحفظ، ولا بعناية التحقيق الجاد، إلى أن قيض الله لها شابا طموحا من أكبر رواد التحقيق العلمي المنهجي في التراث الإباضي المعاصر، ألا وهو الدكتور: عمرو خليفة النامي.
ولقد قطع شوطا كبيرا في التحقيق، وكان ضمن رسالته للدكتوراه في جامعة كمبريدج تحقيق ثلاثة نصوص من أهم نتاج التراث الإباضي:
1- جزء من قواعد الإسلام للجيطالي: كتاب الولاية والبراءة.
2- كتاب أصول الدين لتبغورين بن داود بن عيسى الملشوطي.
পৃষ্ঠা ২