المبحث الثاني: افتراق الناس في مسألة كلام الله ﷿، وأهم الأقوال التي انتهوا إليها.
بعد أن بذر أولئك النفر الأخباث بذور الفتنة والخلاف في هذه المسألة. اشتغل الناس بها اشتغالًا عظيمًا، وكثر فيها الكلام والجدال؛ ولذا قيل في سبب تسمية علم الكلام: إنه سمي بعلم الكلام؛ لأن مسألة الكلام أشهر أجزائه ١، حيث كثر فيها التناحر ودار حولها من الجدل ما لم يدر حول مسألة غيرها.
فقد تنازع الناس في كلام الله ﷿ نزاعًا كثيرًا، وتعددت أقوالهم في ذلك فبلغت تسعة أقوال كما ذكر ابن أبي العز ٢، وقال ابن تيمية مرة ستة أقوال، ومرة قال سبعة أو تزيد٣ بينما عدها ابن القيم ثمانية أقوال ٤.
ولن أطيل على القارئ الكريم بتعداد هذه الأقوال فهي مذكورة في مظانها التي أشرت إليها وإنما اكتفي هنا بذكر ثلاثة من أهمها وأشهرها والتي يمكن اعتبارها الأقوال الرئيسة في الباب لكثرة القائلين بكل منها.
_________
١ انظر: المواقف للإيجي ص ٩.
٢ شرح الطحاوية: ١١٩.
٣ الفتاوى ١٢/٤٩، ١٦٢.
٤ مختصر الصواعق المرسلة ٢/٢٨٦.
1 / 20