بعده وهو الياقيم بن يوشيا احرق التوراة بالجملة وقطع أثرها ، وهو في حال ملكه قبل غلبة بخت نصر عليهم . وهم مقرون بان عزرا الذي كتبها لهم من حفظه بعد انقطاع أثرها ، إنما كان وراقا ولم يكن نبيا ، إلا أن طائفة منهم قالت فيه إنه ابن الله ، قد بادت هذه الطائفة وانقطعت . فأي داخلة أعظم من هذه الدواخل التي دخلت على توراتهم وأما القرآن ، فإنه لا يختلف ملي ولا مي أنه لم يزل من حين نزوله إلى يومنا هذا مثبوتا ( 1 ) عند الأحمر والأسود لم ينفرد به أحد دون أحد ، بل أبيح نسخه لكل من مضى وجاء ، فنقله نقل كواف لا يحصرها عدد ، كنقل ان [ 161 ب ] [ في ] الدنيا بلدا يقال له الهند ، وسائر ما لا يجوز للشك فيه مساغ ولا مدخل ، والحمد لله كثيرا ، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما .
61 - قال أبو محمد : إن أملي لقوي وإن رجائي مستحكم في أن يكون الله تعالى يسلط على من قرب اليهود وأدناهم وجعلهم بطانة وخاصة ، ما سلط على اليهود ، وهو يسمع كلام الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم عن الله لا يهدي القوم الظالمين } ( المائدة : 51 ) وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر } ( آل عمران : 118 ) ، وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون بالمودة } ( الممتحنة : 1 ) ، وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } ( المائدة : 57 ) ، وقوله تعالى : { وضربت عليهم الذلة والمسكنة } ( البقرة : 61 ) ؛ وقوله تعالى : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } ( المائدة : 82 ) . فمن سمع هذا كله ، ثم أدناهم وخالطهم بنفسه من ملوك الإسلام فإنه إن شاء الله تعالى قمين ( 2 ) أن يحيق الله عز وجل به ما أحاق بهم من الذلة والمسكنة والهوان والصغار والخزي في الدنيا سوى العذاب المؤلم في الآخرة .
62 - وإن من فعل ذلك لحري ( 1 ) أن يشاركهم فيما أوعد الله
পৃষ্ঠা ৬৭