نسلهم وأبعث بين يديك ملكا لإخراج الكنعانيين والأموريين والبرزيين والحيثيين واليبوسيين ( 1 ) ، وتدخل في أرض تفيض ( 2 ) لبنا وعسلا ، لست أنزل معكم لأنكم أمة قاسية الرقاب لئلا تهلك بالطريق . فلما سمع العامة هذا الوعيد الشديد عجت تبكي ( 3 ) ولم تأخذ زينتها . فقال لموسى بن عمران ( 4 ) : قل بني إسرائيل أنتم قد قست ( 5 ) رقابكم ، سأنزل عليكم مرة أهلككم فضعوا زينتكم لأعلم ما أفعله بكم . ثم ذكروا جواب موسى عليه السلام لله تعالى على هذا الكلام فقال : وكان يكلم السيد موسى عليه السلام فما لفم ، كما ( 6 ) يكلم المرء صديقه ، فقال موسى بن عمران السيد : أتأمرني ان أقود هذه الأمة ولا تأمرني ما أنت باعثه معي . فقال له السيد : سيقدمك وجهي وأروح عندك . فقال موسى عليه السلام : إن لم تتقدمنا أنت فلا ترحلنا ( 7 ) من هذا الموضع ، وكيف اعرف أنا وهذه الأمة أنك عنا راض إذا لم تنطلق معنا ونتشرف بذلك على جميع من سكن الأرض من الأجناس فقال له : سأفعل ما قلت لأني عنك راض . 24 - قال أبو محمد : ففي هذا الفصل من السخف [ 154 / أ ] غير قليل ، وبيان لا يحتمل تأويلا ( 8 ) ، لان فيه البداء ، وأنه تعالى عما يقولون علوا كبيرا ، قال إنه لا يمضي معهم لكن يبعث معهم ملكا يبصرهم بأمر الله
পৃষ্ঠা ৫২