صحة هذا الشعر منه.
فأما قولك: إن الشيعة ليس يدفع فصاحة أكثرها، غير أن ما تدعيه في لفظ " مولى " غلط منها من جهل العقد، فالكلام فيه كالكلام في باب قيس والكميت حرفا بحرف.
مع أنك قد أغفلت موضع الاعتماد، وهو أنا اعتمدنا انتشارها عن سلفها من أهل الفصاحة، وعن أهل بيت نبيها عليهم السلام خلفا عن سلف، إلى أن ينتهي إلى من حضر منهم يوم الغدير، أنهم اعتقدوا إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بالقول، وفهموها منه، وعلموها يقينا بقصد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أفهامهم، وإشارته إليها عليهم، وليس هذا مما يقع الغلط فيه قياسا ولا عقلا، بل إنما يقع إن وقع حسا وسماعا، وهذا باطل لا محالة، فيعلم أنك لم تعلم مما قلناه شيئا البتة.
فقال صاحب المجلس حين انتهيت إلى هذا الموضع: وأن شيخنا - أعزه الله - قد اعتمد أصلا صحيحا، وهو أن ما طريقه اللغة فسبيل التوصل إليه سلوك طريقه دون التجاوز إلى غيره.
وقد رأينا جماعة ممن لا يختلف الناس في معرفتهم باللغة، ولا يطعن عليهم في علمها، وقد صنفوا الكتب المرجوع إليها من هذا الباب، كالخليل بن أحمد (1)،
পৃষ্ঠা ২৬