6
وأخيرا نجد أن شجرة نسب ملوك أدوميا كما وردت في «التكوين» الإصحاح 36
7 ⋆
ابتداء من الآية 31 موجودة في الألفاظ نفسها في سفر الأخبار الأول (الإصحاح الأول)
8
وإن كان من المؤكد أن مؤلف هذا السفر الأخير أخذ روايته من مؤرخين آخرين، لا من الأسفار الاثني عشر التي نسبناها إلى عزرا. فلا شك إذن أننا لو كنا لا نزال نملك كتابات المؤرخين لتحققنا من ذلك الأمر بسهولة، ولكن لما كانت هذه الكتابات مفقودة فلا يبقى أمامنا إلا أن نفحص الروايات نفسها من حيث ترتيبها وتسلسلها وطريقة تكرارها مع بعض التغييرات، ثم اختلافها في حساب السنين، وهذا ما يسمح لنا بالحكم على بقية الأمور.
فلنفحص إذن هذه الروايات، أو على الأقل الرئيسة منها، ولنبدأ بهذه القصة التي تدور حول يهوذا وثامار،
9
والتي يبدؤها الراوي في التكوين (الإصحاح 38)، وهكذا: «وكان في ذلك الوقت أن يهوذا انفرد عن إخوته.» وواضح أن الوقت المذكور هنا يتعلق بوقت آخر تحدث عنه قبل ذلك، وليس هو على وجه التحديد الوقت الذي تحدث عنه سفر التكوين قبل ذلك مباشرة، فالواقع أنه منذ نزول يوسف مصر لأول مرة، حتى ذهاب البطريق يعقوب مع جميع أفراد عائلته إلى هذا البلد نفسه، لا نستطيع أن نعد أكثر من اثنتين وعشرين سنة؛ فقد كان عمر يوسف سبعة عشر عاما عندما باعه إخوته، وكان عمره ثلاثين عاما عندما أخرجه فرعون من السجن، فإذا أضفنا إلى هذه السنين الثلاث عشرة سبع سنين من الرخاء وسنتين من المجاعة يكون المجموع اثنتين وعشرين سنة. ومع ذلك لا يمكن أن يتصور أحد حدوث كل هذه الأشياء في مثل هذا الوقت القصير؛ أعني أن يصبح يهوذا أبا لثلاثة أطفال على التوالي من المرأة الوحيدة التي تزوجها، وأن يتزوج أكبر هؤلاء الثلاثة ثامار عند بلوغه سن الزواج، وأن تتزوج ثامار من جديد بعد موت الابن الثاني، وبعد موته هو الآخر، أي بعد هاتين الزيجتين وهاتين الميتتين، يعاشر يهوذا زوجة أبنائه ثامار دون أن يعرف من تكون، ثم يولد له طفلان توءمان يصبح أحدهما أبا في هذا الوقت القصير ذاته. ولما كان من المستحيل وقوع هذه الحوادث كلها في الوقت القصير الذي يشير إليه «التكوين» وجب إرجاعها إلى وقت آخر سبق أن تحدث عنه سفر آخر. ومن ثم فلا بد أن عزرا نقل هذه القصة بسهولة وأدخلها في النص دون فحص. ولا يقتصر الحال على هذا الإصحاح فقط، بل إن هذا ينطبق على كل قصة يوسف ويعقوب، التي ينبغي الاعتراف بأنها استخلصت ونقلت من عدد من المؤرخين بدليل وجود اختلافات بين أجزائها المتعددة؛ ففي الإصحاح 47 يروى في «التكوين» أن يعقوب عندما أتى به يوسف ليحيي فرعون لأول مرة كان عمره يومئذ مائة وثلاثين عاما.
10
অজানা পৃষ্ঠা