রিসালা ফি কিতাবা আরাবিয়া
رسالة في الكتابة العربية المنقحة
জনগুলি
إلى غير هذه القراءات. وكل ذلك من إهمال رسم النقط والشكلات؛ فلو نقطت الياء في محل تنقيطها لما حار القارئ كل تلك الحيرة؛ ولهذا وجب اتخاذ وسائط تحول دون هذا التردد في القراءة، ودون إضاعة الوقت في معالجتها. زد على ذلك أن بعد تلك المعالجة الصعبة لا يعرف القارئ المعنى الذي أراده الكاتب من تلك الكلم؛ لأنها إن نقطت بقيت مسألة الضبط، وهذا أيضا يحتاج إلى وضع آخر، فتزدحم الشكلات والحروف، فيتركب أو ينشأ من هذا الأمر سطر ثان في نظر الذي يتذوق محاسن سحر الجمال.
أفلا ترى بعد وقوفك على هذا المراس أن أسلوب الكتابة عندنا ناقص خداج يحتاج إلى إصلاح؛ ليتمكن كل عارف للحروف الهجائية من القراءة السديدة من غير تردد وتوقف وتلجلج؟
ألا ترى أن الترك أصابوا في ترك الهجاء العربي لنقصه، فاتخذوا الحرف اللاتيني لسد هذه الثغرة المضنية المهلكة؟ وكانوا قد حاولوا قبل الحرب تدارك الأمر، توصلا إلى القراءة بسرعة، فقطعوا حروف الكلمة حرفا حرفا؛ اجتنابا لصور الحرف الواحد بثلاثة أشكال، ومع ذلك لم يفلحوا؟ ثم اصطلحوا على وضع علامات لضبط الكلمة بها، فلم يعد على عملهم هذا نفع يذكر، فاضطروا في الآخر، وبعد الحرب، إلى اتخاذ الحرف اللاتيني، فاطمأنوا بالا، وكلفهم هذا الأمر مبالغ لا تحصى، وسوف يكلفهم أتعابا ينوء تحت عبئها أعظم الأمم شجاعة وجلادة ومقاومة للنائبات.
والآن يحاول الفرس مجاراة الترك في نبذهم الحروف العربية للأسباب المذكورة، ولا سيما لأن حروفنا لا تصور الأصوات التي تميز لسانهم عن سائر الألسنة السامية، فضلا عن أنها ناقصة في مجموعها، ويعوزها أحرف وحركات هي غير موجودة في العربية. نعم، إنهم رسموا لتلك الأحرف رسوما تبينها، لكنهم لم يجدوا ما يؤدي إلى النطق بالحركات الخاصة بلسانهم. وهم الآن يترددون بين المحافظة على تلك الكتابة وبين اتخاذ كتابتهم القديمة أو الخط الروماني. وهذا الأمر بلية أخرى لمؤلفاتهم المصنفة بعد الإسلام، وهي ليست بقليلة. دع عنك ما يكلفهم من بذل المال، ومعاناة الأتعاب والمشقات، في سبيل تحقيق هذه الفكرة الغريبة، فيندفع وراءهم سائر الأمم غير العربية إلى اتخاذ حروف أجنبية، في حين أنه يمكنهم أن يبقوا محافظين على هذا القلم العربي؛ بإدخال ما يحتاج إليه من الإصلاح في عصر عم فيه هذا الأمر، وفي جميع الشئون. (5) المقابلة بين محاسن الحروف العربية ومساوئها ومحاسن الحروف اللاتينية ومساوئها
لا ينكر أن في الحروف العربية محاسن جليلة عديدة؛ منها: (1)
سرعة الكتابة، وقلة أحرفها؛ فهي من قبيل الاختزال، أو بعض الاختزال، فإذا حاولت أن تصور تلك الكلمة المرسومة بالعربية بأحرف إفرنجية أو رومانية، فإنها تتطلب وقتا أكثر.
على أن ما يكسب في سرعة الرسم يفقد في قراءته؛ إذ تتحمل تلك الكلمة قراءات متعددة، بينما أن الكلمة الإفرنجية لا تقرأ إلا على وجه واحد، فضرره - من هذا القبيل - أعظم من نفعه. وكفى بذلك تجنبا لاتخاذه، أو إهمالا له بعد اتخاذه. (2)
إن الذي يمنع هذا التشويش والارتباك في قراءة الكلمة هو ضبطها، أو تشكيلها بالحركات وسائر العلامات، لكننا إذا استعملناها لم تبق لها تلك المزية؛ مزية السرعة في الكتابة، ونشأ عندنا زيادة على ذلك سطران في الوقت الواحد، فلزم لنا وقت أطول، وأصبح الرسم بالحرف الإفرنجي أسرع وأوكد وسيلة للتعبير عن كلامنا. (3)
مما يثبط عزم المتعلم للكتابة العربية رسم الحرف الواحد بثلاث صور، وربما بأربع صور؛ فللباء في الأول رسم، وللوسط رسم، وللآخر رسم، ولبقائها بنفسها منفردة رسم آخر.
أما الكتابة اللاتينية فليس للحرف الواحد من حروفها سوى رسم واحد أو رسمين في الأكثر. وهذه أيضا مزية لا يمكن السكوت عنها، ونحن نرضى بكل ذلك ، لولا نشوء سطرين اثنين عند ضبط الكلمة الواحدة، فلو وجدت طريقة ترسم الحركات والحروف في وقت واحد لزالت تلك العقبات، وسهل الطريق وعبد، وهان على كل امرئ السير فيه بأمن وراحة وطمأنينة. (6) رد اعتراضات
অজানা পৃষ্ঠা