والإحسان قال المحقق الشهاب ابن حجر في فتاويه ما نصه وجاء عن المشايخ العارفين والأئمة الوارثين أنهم قالوا أقل عقوبة المنكر على العارفين حرمان بركاتهم قالوا ويخشى عليه سوء الخاتمة نعوذ بالله من سوء القضاء وقال بعض العافين من رأيتموه يؤذي الأولياء وينكر مواهب الأصفياء فاعلموا أنه محارب لله مبعود مطرود عن حقيقة قرب الله وقال الإمام المجمع على جلالته وإمامته أبو تراب النخشبي رضي الله عنه إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أولياء الله تعالى وقال الإمام العارف شاه ابن شجاع الكرماني ما تعبد متعبد بأكثر من التحبب إلى أولياء الله لأن محبتهم دليل على محبة الله عز وجل ا ه ويكفى في عقوبة المنكر على الأولياء قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح القدسي من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب أي أعلمته أني محارب له ومن حارب الله لا يفلح أبدا قال العلماء لم يحارب الله عاصيا إلا المنكر على الأولياء وآكل الربا وكل منهما يخشى عليه خشية قريبة جدا من سوء الخاتمة إذ لا يحارب الله إلا كافرا ا ه قلت ومن أذية أولياء الله إيقاع المعاصي كالغيبة والنميمة وسائر المحرمات بأمكنتهم وكثرة اللغط فيها بغير ذكر الله المصحوب بخشيته تعالى نسأله سبحانه وتعالى بهم الحفظ من جميع المكاره ونسأله من فضله الدخول في حزبهم إلى أن نلقاه تعالى وهو راض عنا آمين وإذ قد سمعت كل ما سبق فهمت أنه لا اعتراض عليهم بشئ مما يقع في أمكنتهم من آحاد الناس ولنضرب مثالا كالشمس المنيرة لا يصد عنه إلا أعمى البصر أو البصيرة هو أن بعض الأموات من آحاد الناس يبالغ أهله في التجهيز والتكفين وفي تشريف قبره وإظهاره بين المسلمين فهل يسوغ لعاقل أن ينسب للميت شيئا من ذلك أو يلوم عليه فيما يقع هنالك والحاصل أن الله قد أكرم أحبابه في الحياة وبعد الممات فهو الفاعل جل جلاله لا غيره من سائر الممكنات ومن المقرر عند السادة الأعلام أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي وهو ادعاء النبوة
পৃষ্ঠা ৫