وحكي عن ابن المنذر - وهو أيضا مذهب سيعد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وعيرهم - حكاه السرخسي في (المبسوط) عن الأوزاعي ، ولا يبعد أن يكون إجماع الصدر الأول ، فقد ادعى بعض علماء المالكية أن الإرسال مذهب علماء المدينة من عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) [6] إلى عصر الإمام مالك ، وقد قيل أن إجماع أهل المدينة حجة .
وهذا الحافظ المحدث الكبير عبد الرزاق الصنعاني صاحب المصنف الشهير ، المطبوع في أحد عشر مجلدا ، لم يذكر في مصنفه إلا الإرسال ، وقال : باب إرسال اليدين في الصلاة أو الضم . وروى ثبوت الإرسال فقط عن عدد من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، ولم يروه عند أحد مع غزارة علمه ، وكثرة حديثه ، وتوسعة في معرفة مذاهب العلماء ، واطلاعه على أقاويلهم ، وهو شيخ المحدثين وإمامهم .
قال فيه يحيى بن معين : لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه .
ورحل إليه أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وابن المديني ، وغيرهم ، وكان عبد الرزاق من كبار أهل الحديث ، فلو كان وضع اليد على اليد في الصلاة معروفا عنده لذكره ، وروى من يقول به ، ويذهب إليه . انتهى .
وهذا المحدث الكبير المعروف بابن أبي شيبة صاحب المصنف المطبوع في عشرين مجلدا قد عقد للإرسال بابا في مصنفه ، وروى فيه أن ابن الزبير كان ينهى عن وضع اليد على اليد .
وروى أن سعيد بن جبير الشهيد كان يطوف بالكعبة ، فرأى رجلا يصلي قد وضع إحدى يديه على [7] الأخرى ، فمشى إليه وفرق بين يديه ، فلو كان الضم معروفا في عصره ما سكت الحاضرون بجوار الكعبة وفي المسجد الحرام عن فعل سيعد بن جبير مع هذا المصلي . راجع مصنف عبد الرزاق ج2 ص276 ، طبعة : أولى . وراجع مصنف ابن أبي شيبة ج1 ص391و392 ، طبعة : أولى .
نعم ؛ وذكر ابن أبي شيبة أيضا أن الإرسال مذهب عطا ، وابن سيرين ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وعبد الله بن الزبير ، وابن جريح ، وغيرهم .
পৃষ্ঠা ৫