مذهبه:

نشأ ابن تيميَّة نشأة حنبلية بحكم أن أسرته أعتنقت هذا المذهب، فأخذ الفقه عن أبيه وأتمّ كتاباً في الفقه الحنبلي ابتدأه جدّه وعمل فيه أبوه، وعندما اتّسع أفقه وعمقت دراسته واستوى على سوقه اختار المذهب الحنبلي لكون الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من علماء السنّة النبويّة البارزين، وكان دائم البحث عنها والاعتصام بها.

وكان يجري في استنباط الأحكام على أصول المذهب الحنبلي ويعتبره أمثل المذاهب ويقول: أحمد بن حنبل أعلم من غيره بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان. وكان اختياره لهذه الأصول بعد فحص ودراسة وتعمّق. وذكر بعض هذه الأصول في رسالة له سمّاها ((طريق الأحكام الشرعية)) وهي الكتاب والسنّة والإجماع والقياس والاستصحاب. ثم المصالح المرسلة. وقد أدخل فيها الاستحسان أو عدّه قريب منها.

لكن من المؤكد أن ابن تيميَّة رحمه الله - وهو صاحب العقل السليم والفكر المستنير - لم يقف في دراسته الفقهية عند حدود المذهب الحنبلي بل خرج عن هذا الإطار المحدّد إلى الدراسة الواسعة الشاملة، ولذلك نجد له اختيارات من مختلف المذاهب الإسلامية وأحياناً يخرج عنها إلى اجتهاد خاص به، ولقد عدّه الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله مجتهداً في المذهب الحنبلي لكثرة اختياراته وحسن تعليلها بالدليل والبرهان. وكان رحمه الله يكره التعصب والهوى ولا ينتصر لقول بغير دليل^(٢).

عقيدته:

كان شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله يرجع في أمر المعتقَد إلى مذهب السلف الصالح ويعض عليه بالنواجذ، ويحاول إرجاع الناس إليه بكل