بدا تاد وكأنه لا يستمع بانتباه لأنه كان يطبق هذه المعلومات على شخص يعرفه شخصيا. فقال: «اسمع يا سيد جرانت، أتقول إننا لا ينبغي أن نثق بذلك المدعو لويد؟»
فكر جرانت في ذلك مليا.
ثم قال أخيرا: «ليتني كنت أعرف. ليتني كنت أعرف.»
فقال تاد في تردد: «هذا يضفي بالتأكيد طابعا مختلفا على الأمور.» «لقد أمضيت وقتا طويلا جدا صباح اليوم أتساءل عما إذا كنت قد رأيت كثيرا من الغرور في المجرمين لدرجة أنني بدأت أطور «حاسة» بشأنه، بحيث أصبحت أرتاب منه بلا داع. في ظاهر الأمر لا عيب في هيرون لويد. بل يتحلى بالكثير، إنه مثير للإعجاب. ولديه سجل حافل، ويعيش حياة بسيطة، ويتمتع بذوق ممتاز؛ الأمر الذي يعني إحساسه الطبيعي بعلو قدره، وقد أنجز الرجل ما يكفي فعلا ليشبع روحا أنانية.» «لكن في رأيك، هل هناك خطب ما في مكان ما؟» «أتذكر رجلا ضئيل الحجم في فندق مويمور أتاك للتبشير؟» «اسكتلندا المضطهدة! الرجل الضئيل ذو التنانير الاسكتلندية.»
فقال جرانت بصورة تلقائية: «التنورة الاسكتلندية. لسبب ما أشعر تجاه لويد بنفس الشعور الذي أشعر به تجاه أرتشي براون. هذا مناف للعقل، لكنه شعور قوي. لديهما نفس ...» ثم أخذ يبحث عن كلمة مناسبة.
قال تاد: «الرائحة.» «أجل. تقريبا. لهما الرائحة نفسها.»
وبعد صمت طويل قال تاد: «يا سيد جرانت، هل ما زلت تؤيد الرأي القائل بأن ما وقع لبيل كان حادثة؟» «أجل؛ لعدم وجود دليل مناف لذلك. لكنني على استعداد لأن أعتقد أنها لم تكن حادثة، إن رأيت سببا لذلك. أيمكنك أن تنظف النوافذ؟» «أيمكنني ماذا؟» «أن تنظف النوافذ.»
قال تاد محدقا بذهول: «أظن أنني أستطيع أن أجرب إن ضغط علي بشدة لفعل ذلك. لماذا؟» «ربما سيتعين عليك ذلك قبل أن ينتهي هذا الأمر. لنذهب ونحصل على تلك الحقائب. يحدوني أمل أن تكون كل المعلومات التي نحتاجها فيها. لقد تذكرت للتو أن بيل حجز مقصورة النوم تلك إلى سكون قبل أسبوع من سفره.» «ربما لم يكن بوسع داعمه في اسكتلندا أن يقابله قبل الرابع من الشهر.» «ربما. على أي حال، كل أوراقه الثبوتية وأغراضه الشخصية ستكون في واحدة من الحقائب، وآمل أن تشتمل على مفكرة يومية.» «ما كان بيل ليدون يوميات!» «ليس ذلك النوع. أعني المفكرة التي تستخدم لتدوين المواعيد والملاحظات.» «أوه، أجل، تلك النوعية. أتوقع أنه كانت ستكون لديه واحدة من مفكرات المواعيد تلك إن كان سيطوف في أرجاء لندن بحثا عن داعم له. قد تكون تلك هي كل ما نحتاجه، يا أخي!» ««ستكون» كل ما نحتاجه. إن كانت موجودة.»
لكن لم يكن يوجد أي شيء.
لا شيء على الإطلاق.
অজানা পৃষ্ঠা