فرد كولين بنبرة لاذعة: «لا أطلب منهم شكرا. بل أطلب منهم أن يبحثوا فيما حدث لصديقي.» «ما زلت لا أظن أنهم سيهتمون بذلك.» «من الأفضل أن يفعلوا!» «ليس لديك أي دليل على أن بيل كينريك ليس متواريا من تلقاء نفسه، أو أنه لا يقضي وقتا ممتعا بمفرده حتى يأتي وقت عودته إلى أورينتال كوميرشال.»
فقال كولين بصوت كاد يشبه العواء: «لكنه وجد ميتا في مقصورة عربة قطار!» «أوه، لا. ذاك كان شارل مارتن. الذي لا يوجد حوله أي لغز أيا كان.» «لكنك تعرفت على مارتن بصفته كينريك!» «يمكنني القول بالطبع إن من رأيي أن الوجه في الصورة هو الوجه الذي رأيته في المقصورة «بي 7» صباح يوم الرابع من مارس. وستقول سكوتلانديارد إنه يحق لي الإدلاء برأيي، لكنني بلا شك مضلل فيما يتعلق بالشبه بينهما، حيث إن الرجل في المقصورة «بي 7» هو المدعو شارل مارتن، وهو ميكانيكي، وموطنه مارسيليا، في الضواحي التي لا يزال والداه يعيشان فيها.» «أنت تتحدث بهدوء شديد فيما يخص سكوتلانديارد، أليس كذلك! ومع ذلك ...» «ينبغي أن أكون كذلك. لقد عملت هناك لسنوات أكثر مما يمكنني أن أتذكر. وسأعود إلى هناك في غضون أسبوع من يوم الإثنين، بمجرد أن تنتهي إجازتي.» «أتقصد أنك تنتمي إلى سكوتلانديارد؟» «لا أنتمي إليها كلها. بل إلى أحد ركائزها الفرعية. والركائز هنا تعني الدعم. أنا لا أحمل بطاقاتي في ملابس الصيد، لكن إن أتيت معي إلى منزل مضيفي فسيشهد على صدقي.» «أوه. لا. لا، بالطبع أصدقك يا سيد ... آه ...» «محقق. لكننا سنكتفي بكلمة «سيد» لأنني خارج الخدمة مؤقتا.» «آسف أنني حديث العهد بذلك. الأمر فقط أنه لم يخطر لي ... لا تتوقع أن تلتقي بأحد أفراد سكوتلانديارد في الحياة الواقعية. هذا أمر تقرأ عنه فحسب. فالمرء لا يتوقع منهم أن ... أن ...» «أن يذهبوا للصيد.» «لا، أعتقد أنكم لا تفعلون ذلك. فقط في الكتب.» «حسنا، والآن وقد صدقت هويتي، وتعرف أن قولي عن ردة فعل دائرة الشرطة ليس دقيقا فحسب بل من أكثر المصادر وثوقا، ماذا سنفعل؟»
الفصل العاشر
حين سمعت لورا في صباح اليوم التالي أن جرانت كان ينوي الذهاب إلى سكون بدلا من قضاء اليوم عند النهر، شعرت بالسخط.
إذ قالت: «لكنني أعددت للتو وجبة غداء رائعة لك ولزوي.» ظل لدى جرانت انطباع بأن استياء لورا كان منبعه سببا أكثر وجاهة من مجرد سوء تقدير لوجبة غداء، لكن ذهنه كان مشغولا للغاية بأمور أكثر أهمية من تحليل التفاهات. «يوجد شاب أمريكي، يمكث في مويمور، أتى طالبا مساعدتي بشأن شيء ما. رأيت أن بإمكانه أن يأخذ مكاني عند النهر إن لم يكن لدى أي أحد اعتراض على ذلك. لقد مارس الصيد قليلا كما قال لي. ربما يحب بات أن يعلمه كيفية الصيد.»
كان بات قد أتى إلى الإفطار في حالة من التألق الشديد حتى إن وهجه بدا جليا عبر الطاولة. كان اليوم هو اليوم الأول من عطلة عيد الفصح. وقد أبدى اهتماما حين سمع الاقتراح الذي قدمه قريبه. إذ لم يكن يوجد كثير من الأشياء التي يستمتع بها بقدر أن يعلم أحدا ما شيئا.
فسأل: «ما اسمه؟» «تاد كولين.» ««تاد» اختصار لماذا؟» «لا أعرف. ربما اختصار لاسم تيودور.»
همهم بات في ارتياب: «م ... م ... م.» «إنه طيار.»
فقال بات وقد بدأ حاجباه ينفكان: «أوه، ظننت أنه باسم كهذا ربما يكون بروفيسورا.» «لا. إنه يطير إلى شبه الجزيرة العربية جيئة وذهابا.»
فقال بات: «شبه الجزيرة العربية!»، مشددا على حرف الراء، حتى تألقت طاولة الإفطار الاسكتلندية المتواضعة بانعكاسات جواهر الشرق. فبين وسائل النقل الحديثة وبغداد القديمة، بدا أن تاد كولين يتمتع بوثائق اعتماد مرضية. «سيعلمه» بات بكل سرور.
অজানা পৃষ্ঠা