وقرب الظهيرة أدرك أنه لم يكن وحيدا. رفع ناظريه فرأى أن رجلا كان يقف على الجسر يراقبه. كان يقف بعيدا عن الضفة ببضع ياردات فقط، وحيث إن الجسر لم يكن يتحرك، فلا بد أنه كان هناك لبعض الوقت. كان الجسر عبارة عن ممر أسلاك عادي أرضيته من ألواح خشبية، وله هيكل خفيف جدا لدرجة أنه حتى الرياح كانت قادرة على تحريكه. كان يشعر بالعرفان للغريب لأنه لم يمش إلى منتصف الجسر ويتأرجح به فيربك الأسماك الموجودة في الجوار كلها.
أومأ إلى الرجل برأسه على سبيل التعبير عن استحسانه.
فسأله الرجل: «اسمك جرانت؟»
بعد الإسهاب والإطناب الملازمين لشعب يتصف بالمراوغة والمواربة؛ بحيث لم يكن لديه في لغته كلمة مكافئة لكلمة «لا»، كان من السار لجرانت أن يطرح عليه سؤال مباشر بلغة إنجليزية بسيطة.
فقال جرانت متحيرا بعض الشيء: «أجل.» بدا من لهجة الرجل أنه قد يكون أمريكيا. «أنت من نشر ذلك الإعلان في الصحيفة؟»
هذه المرة لم يكن لديه شك حيال جنسية الرجل. «أجل.»
أزاح الرجل قبعته بأطراف أصابعه نحو الخلف من رأسه قليلا، وقال بنبرة إذعان: «أوه، حسنا. أظن أنني أنا الآخر مجنون، وإلا ما أتيت إلى هنا.»
هنا بدأ جرانت يستدرجه. «ألن تأتي إلى هنا سيد ...؟»
ابتعد الرجل عن الجسر ونزل إلى الضفة نحوه.
كان شابا يافعا، حسن الملبس، لطيف المظهر.
অজানা পৃষ্ঠা