لم تكن توجد رياح على الإطلاق.
كان عالما جميلا.
فكر جرانت في أنه كم ستكون خيبة أمل بغيضة لو اجتاحه الذعر القديم حين يستقل السيارة مع تومي. ربما كان الذعر ينتظره في السيارة وهو يلعق شفتيه مترقبا.
لكن لم يكن ثمة شيء في السيارة. فقط هو وتومي والجو اللطيف الهادئ لمحادثتهما المعتادة. مضيا بالسيارة عبر الريف، ريف أكثر خضرة بقدر ملحوظ مما كان عليه قبل عشرة أيام، وكانت شمس المغيب ترسل أصابعها الذهبية الطويلة المتمثلة في الضوء عبر الحقول الهادئة.
سأل جرانت قائلا: «ماذا حدث في مراسم مويمور؟ أعني تقديم باقة الزهور.»
قال تومي وهو يقوم بحركات وكأنه يمسح جبهته: «أوه يا إلهي: تقصد ذلك !» «هل قدم الباقة؟» «إن كان تركها تأخذ الباقة يكافئ تقديمها، فأظن أنه عمليا قد قدمها. لقد سلمها لها مع خطبة ألفها بنفسه.» «أي خطبة؟» «أظن أنه كان يتدرب على إيجاد مخرج ما من هذا الموقف منذ أقنعناه بالأمر بجعل زوي كينتالين متمردة من نوع ما. بالمناسبة، كانت هذه فكرة لورا وليست فكرتي. ما حدث هو أنها حين انحنت لتأخذ منه باقة زهور القرنفل الكبيرة - فهي فارعة الطول - أبعدها عن متناولها للحظة وقال بحزم: «ليكن في علمك أنني أقدم لك هذه الباقة لأنك رفيقة ثائرة». فأخذتها دون أن يرمش لها جفن. وقالت: «أجل بالطبع. هذا لطف كبير منك»، رغم أنها لم يكن لديها أدنى فكرة عما كان يتحدث بشأنه. لقد تركت فيه تأثيرا كبيرا بالمناسبة.» «كيف ذلك؟» «بالطريقة الأنثوية القديمة الناجعة. إن بات الآن يخوض غمار افتتانه الأول.»
تطلع جرانت لرؤية تلك الظاهرة.
كانت كلون تمتد أمامه في سلام وسكينة في غورها الأخضر، فنظر جرانت إليها مثل بطل ظافر في الحرب عائد إلى وطنه. آخر مرة استقل فيها السيارة على ذلك الطريق الرملي كان عبدا، والآن صار رجلا حرا. لقد ذهب يبحث عن راكب المقصورة «بي 7» فوجد نفسه.
خرجت لورا تقابله عند عتبة الباب وقالت: «ألان، هل امتهنت بيع النصائح فيما يتعلق بسباقات الخيل مهنة جانبية؟» «لا، لماذا؟» «أم تكتب في أحد تلك الأعمدة التي تحمل أسماء مثل «القلوب الوحيدة»، أو شيء من هذا القبيل؟» «لا.» «لأن السيدة مير تقول إنه يوجد ملء حقيبة كبيرة من الخطابات في انتظارك في مكتب البريد.» «أوه، وكيف عرفت السيدة مير أن تلك الخطابات لي؟» «قالت إنك الوحيد الذي يدعى إيه جرانت في المنطقة. أفهم من هذا أنك لم تنشر إعلانا تطلب فيه زوجة؟»
فقال وهو يدخل معها إلى حجرة الجلوس: «لا، طلبت بعض المعلومات فحسب.»
অজানা পৃষ্ঠা