لجبان في الحرب، ما وجدنا لك في قريش فخرا. ثم قام أبو ذر فقال: يا معشر قريش! قد علم خياركم
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: هذا الأمر لعلي بعدي ولولده من بعده
فلم تتركون قوله، وتخالفون أمره أنسيتم أم تناسيتم، أو ضللتم واتبعتم الدنيا الفانية، رغبة عن نعمة الآخرة، حذو من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، فعما قليل ترون غب رأيكم، وترون وبال أمركم وما الله يريد ظلما للعباد . ثم قام سلمان فقال: يا أبا بكر! إلى من تستند أمرك إذا الموت نزل بك وإلى من تفزع إذا سئلت عن أحكام الأمة عما لا تعلم أتكون إماما لمن هو أعلم منك قدم من قدمه الله وقدمه رسول الله في حياته، وأوعز إليه فيك وقت وفاته. أنسيت قوله وما تقدم من وصيته أنه لا ينفعك إلا عملك ولا تحصل إلا على ما تقدم، فإن رجعت نجوت، فقد سمعت ما سمعنا، وأنكرت وأقررنا، فترد ونرد وما الله بظلام للعبيد . ثم قام المقداد فقال: يا أبا بكر! ارجع على غمك، ويسر يسرك بعسرك، وألزم بيتك، واردد الأمر إلى حيث جعله الله ورسوله، وسلم الحق إلى صاحبه، فإن ذلك أسلم في آجلك وعاجلك، فقد نصحت وبذلت ما عندي والسلام.
পৃষ্ঠা ৬৪