ومن الشخصيات العربية الأخرى في المؤتمر: سعادات حسن، والدكتور محمد المهدي الذي تحدث عن دور البترول في القضية العربية، والدكتور برهان حماد وتكلم عن الخليج العربي، والدكتور رشاد مراد وكان رئيسا للوفد الدائم للجامعة العربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
ومن الرجال الأمريكيين المهتمين بقضايا البلاد العربية: «هارولد ماينور» المشرف على جمعية أصدقاء الشرق الأوسط في أمريكا.
وقد عمل قنصلا لأمريكا في القدس ثلاثين عاما، وفي عام 1953 أصبح سفيرا لأمريكا في بيروت. لكنه استقال من منصبه وتفرغ لقضايا العرب في الجامعات الأمريكية.
وكان «هارولد ماينور» هو أول أمريكي أسمعه يتكلم ضد الصهيونية وضد سياسة جونسون، ورنت كلماته في أذني غريبة؛ فلم تكن أذناي قد تعودتا بعد مثل هذه العبارات المعارضة لأعلى سلطة في الدولة، ولم أكن سمعت في بلادنا رجلا يخطب بصوت عال ضد الحكم القائم.
ومددت ساقي في استرخاء وأنا جالسة في مقعدي، وإحساس بالحرية يسري دافئا في كياني كحركة الدم، هل يمكن أن يكون في بلادنا شيء اسمه المعارضة!
وصعد على المنصة شاب أمريكي طويل نحيل اسمه «جاك شرير» ممثل اتحاد الطلبة الأمريكية، أمسك الميكرفون وأعلن بلغة غربية فصحى أن اتحاد طلاب أمريكا أصدر قرارا يؤيد عودة الفلسطينيين إلى وطنهم وتعويضهم عن الخسارات التي لحقت بهم، وهاجم «جاك شرير» سياسة جونسون في الشرق الأوسط وفي فيتنام، ووصفها بأنها سياسة فاسدة.
وهبط من فوق المنصة وعيناي تتبعانه حتى جلس في مقعده، تصورت أن رجال البوليس سوف يحوطونه ويقودونه إلى السجن.
وكان أحد الطلبة الأمريكيين يجلس إلى جواري، وسمعني وأنا أقول: لم يأخذه أحد إلى السجن.
وقال: لا يذهب إلى السجن هنا إلا من يمثل خطرا على النظام. وهذه الخطب والمؤتمرات لا تمثل أي خطورة.
وقلت: عندكم مساجين سياسيين؟
অজানা পৃষ্ঠা