* الفصل الخامس عشر
* معاكسات البدو
في اليوم التاسع العشرين (من آب 1656) مررنا بقريتين كبيرتين هما العمارة Elemara والمنصورية Mansuria وفي اليوم التالي هبت ريح قوية فاقتربنا من ضفة النهر. وكانت هناك خيام للاعراب ، فاذا بهم يجتمعون ويتجهون نحو النهر ، فشككنا بنواياهم ، لذا اعددنا السلاح واتخذنا اماكن الدفاع. وفي هذه الاثناء ارتطم المركب بالقعر ، فاضطر المسافرون الى النزول الى الارض ، اما الذين تباطأوا في النزول فقد ارغموا على الاسراع بقوة العصي ... اما انا فقد ذهبت الى مكان قصي ، وجلست في ظل بعض الشجيرات. فاكتشف وجودي نساء بدويات كن مستلقيات في الظل ، فاخذن يصرخن صراخا مزعجا كأن الجن قد مسهن ، وعلا عويلهن ، وحاولت تهدئدتهن بايماءات ، لكنهن ازددن صراخا ، فانسحبن للحال. وقد حدث لزملائي ما حدث لي فاسرعوا بالعودة الى المركب. ثم ارسلنا خادمنا ليستفسر عن سبب العويل ، فكان الجواب ، انهن صرخن طالبات النجدة ، وانهن ظنن اننا سنسرق اساورهن الفضية ، وقد اردن بصراخهن ان يسمعن ازواجهن فيهبوا للدفاع عنهن ويمزقونا اربا اربا!
عدنا الى المركب ، فسار بنا فترة من الوقت في وسط النهر ثم توقف في الليل ، وقد ارسل قائد مركبنا هدايا لشيخ الاعراب في تلك المنطقة ليتفادى شره ، وبالرغم من ذلك فقد كنا حذرين طوال الليل ، واعددنا اسلحتنا للطوارىء وفي نحو الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ظهر الاعراب على شاطىء النهر وبانت مشاعلهم ، فتهيأنا لمجابهتهم والدفاع عن انفسنا ، لكنهم صرخوا قائلين ان شيخهم أرسلهم للمحافظة علينا ، فاطمأننا قليلا وقبل بزوع
পৃষ্ঠা ৩৭