وتقطيع أجسام وإحراق أضلع
ليأكلها في النار ما كان آكلا
وتقسيم أموال وترك عوائل
يتامى أيامى لا ترى قط عائلا
فذا بعض ما يجري وما قد سمعته
على كثب منهم وقد كنت سائلا
***
حنانيك يا رباه ما ذا أصابنا
وما ذا دهى الإسلام سرعان عاجلا
وأنت رعاك الله يا نسل يعرب
ألست ترى في ذاك مجدك زائلا
لقد عم هذا الشر كل ابن حرة
فأحنى له ظهرا وأثقل كاهلا
سلام على يوم نرى العرب تنقي
به غدر من قد كان للعرب خاذلا
دخلت المدينة المنورة في ركب مؤلف من نحو ثلاثين رجلا من عرب البادية ومن قرية الحائط، وأنا معهم على ظهر ناقتي بزي بدوي، أشعث أغبر، من وعثاء السفر، وعلي كوفية وعباءة، حافي القدمين، ملثم الوجه بادي العينين، وما زلنا نجد السير حتى بلغنا منزل ولي العهد، سمو الأمير علي في منتصف العنبرية، على طريق السكة الحديدية، فأنخنا أمام الباب، ورأينا عشرات مزدحمين هناك، من أهل المدينة والأعراب، فسألنا رجل من طرف سموه:
أمعكم كتاب، فناوله أحد الشيوخ مكتوب الشريف عبد المطلب الذي كتبته بخطي على لسانه، فلم يلبث الرسول أن رجع إلينا يقول: أين الشامي؟ فتقدمت إليه، فقال: مولانا الأمير في انتظارك، فأنشدت في نفسي قول القائل: «متى
পৃষ্ঠা ৫১