واقعتنا مع الأعراب من بني عطية
وما نبالي إذا أرواحنا سلمت
بما فقدناه من مال ومن نشب
في الساعة الثالثة والنصف «وقت الظهيرة» من هذا اليوم الخميس 13 جمادى الثانية 1338 ه، نفر لنا بين تل الشحم والرملات «551- 560» كم، فئة قليلة من الأعراب راكبين فوق ظهور الأيانق والأباعر، حاملين البنادق على أكتفاهم، والمسدسات والمدي بأيديهم، فوجهوا سلاحهم أولا نحو رئيس الحركة، وآذنوه بالقتل إذا هو لم يقف، فوقف قطاره مضطرا.
لم يكد يقف القطار عن الحركة حتى انقضوا علينا منحدرين كالسيل الجارف، والبرق الخاطف، وهم يقولون:
«وش علومكم، وش عندكم، حنا ما نبغي غير الذهب»، فقال لهم بعضنا: نحن جماعة من الجنود والشيوخ نحمل المكاتيب من رؤساء العرب، ومن سمو الأمير فيصل، لنوصلها إلى سمو الأمير علي في المدينة المنورة، من أجل إصلاح الطريق وتمشية القطار، وحفظ حقوقكم وصركم، وإن في ذهاب القطار بين المدينة المنورة ودمشق حاملا للمسافرين آمنين مطمئنين فيه على أنفسهم وأموالهم، من الفوائد لكم ما لا يخفى عليكم.
قال بعضهم هذا الكلام وباب القطار يحميه رجل منا، وباقي الجنود يتهيؤون بحمل بنادقهم وسائر سلاحهم للدفاع، وإذا ببعضهم يقول: أفسحوا افتحوا لنرى من في القطار، وأنزلوا حارس الباب عنوة، وأخذوا الشيخ شلاش النجدي إلى مكان
পৃষ্ঠা ২২