জাকি নাজিব মাহমুদের চিন্তায় একটি যাত্রা
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
জনগুলি
فإذا تساءلنا: «من الذي أراه يا ترى يجسد لنا بشخصه المتعين ذلك الضرب من اللقاء بين تراثنا ومنتجات عصرنا في دنيا الفكر؟! إن أول من يرد إلى خاطري كلما ألقيت على نفسي هذا السؤال هو: طه حسين، فإلى جانب مؤلفاته ذات القيمة الكبرى، أرى في شخصه ما هو أهم منها فيما نحن الآن بصدد الحديث فيه، وأعني بذلك طريقته في الجمع بين موروثنا وروح عصرنا، أما موروثنا فلا أظن أحدا يجادل في سعة إلمامه بذلك الموروث إلماما فيه الدقة وفيه الفهم، وأما روح العصر فظاهر في منهجه وفي رؤيته وفي تصوره ...
41
وأسوق مثالا آخر لرجل جمع في شخصه الحسنيين وهو الشيخ مصطفى عبد الرازق؛ فهو الآخر يلم بالموروث إلماما يجعل ذلك الموروث على أطراف أصابعه، وهو في الوقت نفسه يحيط بأهم ما دار في عقول علماء الغرب في ميدان تخصصه.
42
والحق أننا نستطيع أن نطبق الفكرة نفسها على جميع أعلام نهضتنا الثقافية الحديثة، ابتداء من رفاعة الطهطاوي حتى زكي نجيب محمود نفسه، فكل واحد من هؤلاء المفكرين الأعلام كان أصيلا من حيث إلمامه بالتراث، لكن كان أيضا معاصرا عندما وقف على ثقافة العصر؛ ولهذا جاء فكره مركبا بين الاثنين معا. إننا لا نريد لثقافتنا أن تفنى في ثقافة غيرنا، بحيث نجعل منهم نموذجا لنا نحتذي به، وإنما نريد أن ينحصر تفردنا الثقافي في تلك الجوانب التي تميز الشعوب، والتي هي في الوقت نفسه ليست مقياس التقدم الحضاري، هو جانب العقل، وأعني بها جوانب القصيدة والفن.
43
والخلاصة أنه ليس من المحتم أن يكون إما الحياة كلها للعلم ومنهجه الاستقرائي، وإما الحياة كلها للانضواء تحت مبادئ مقبولة سلفا، فليس من المستحيل أن نحيا في ساحة من قسمين، لكل منهما المنهج الذي يلائمه: فقسم للعلوم وما يتفرع عنها من صناعات، ويكون له منهجه القائم على تقصي الوقائع قبل صياغة القوانين، وقسم آخر لحياة الوجدان والقيم الخلقية والجمالية، وفيها يكون السير مهتديا بمبادئ مسبقة.
44
وفي استطاعتنا أن نقول إن زكي نجيب محمود نفسه، مثل حي متعين لهذه الصيغة التي يقترحها لحل مشكلتنا الثقافية؛ صيغة الدمج بين «العقل» و«الوجدان»؛ ولهذا فإن من الطبيعي أن نسأل الآن: ما هي الإسهامات التي قدمها هذا المفكر في كل مجال من هذين المجالين؟
القسم الأول: مجال التحليل العقلي
অজানা পৃষ্ঠা