وأنوار الحق مشرقة عليهم وقد صحبتهم وأحببتهم وشهدت (1) من جميعهم ما يدل على ذلك على أن سيدي ابن أعراب كان يحدثني عن رجال الغيب ويقول أنهم قالوا ذا ويكون ذا ولو لا الإطالة لذكرت من كلامه ما فيه العجب العجاب من اطلاعه على بعض المغيبات.
نعم أحوال الكشف فيه ظاهرة وقد روينا من أسراره (2) رضي الله عنه وكذا من الجميع في محالهم وقد زرتهم مرارا مع اطلاعي على بعض أسرارهم والحمد لله تعالى.
فانفصلنا من مقامنا بنية الزيارة وقضاء الحوائج لبعض المسلمين من إصلاح ذات البين إذ القتال بين المسلمين في وطننا كثير والفتنة بينهم قل أن ترتفع والهرج بينهم قوي أزال الله ذلك بمنه وكرمه وحكم السلطان غير نافذ فيهم إذ لا يقدر عليهم وان كانوا قريبا من الجزائر لكونهم تحصنوا بالجبال فلم يفد فيهم الأهمة الصالحين وأهل الخير فيجب على من يقبل منه أن يذهب إليهم ويصلح حالهم ليرتفع ما فيهم من المعصية وهي قوله صلى الله عليه وسلم القاتل والمتقول في النار الحديث وقد نص علماء بجاية على أنه يجب على أهل الخير والصلاح ممن يقبل منه أن يصلح بين هؤلاء المسلمين وإلا عصى الله تعالى وقد نص أيضا على أنه لا يجوز حال قتالهم النظر إليهم ولا النزهة (3) فيهم لأنها معصية فلا تجوز مشاهدتها وهو شريك بالنظر أنظره في الأسئلة تره بالعيان.
وبالجملة فذهبنا لبعض القرى قد خربت من أجل ذلك وعلها ترجع للعمارة وكان ذلك في يد متولي أمرهم سلطان مجانة بتخفيف الجيم كما سمعته من بعض من
পৃষ্ঠা ১৮