208

وبهذه البلدة قبر الولي الصالح ذي الكرامات الكثيرة ، والمآثر الشهيرة ، سيدي مفتاح وهو على تل مرتفع بساحل البحر بينه وبين البلد في مكان يعلوه البهاء ، ويتفجر منه السناء ، تسكن النفوس إذا حلت به ، وتطمئن به القلوب إذا نزلت بقربه ، وهذا السيد ممن تؤثر عنه الكرامات الكثيرة وجربت إجابة الدعاء عند قبره فلا ينبغي لمن مر بذلك البلد أن يهمل زيارته وقد قيل أن قبره كان مختفيا وأظهره سيدي عبد السلام الأسمر وكان قد أظهر قبورا كثيرة للأولياء بذلك الساحل وأظهرت فرسه أيضا آخرين وذلك انه إذا ركب على فرسه ربما تمر بمكان فتبحث برجلها في الأرض فيقول لهم الشيخ احفروا فإن هنا قبر ولي فيجدونه فظهرت بذلك مزارات كثيرة وفقراء الساحل إلى الآن يعرفونها ويقولون هذا من الذين أظهرهم فرس الشيخ ولا بدع في ذلك فإن الكرامة في ذلك لراكب الفرس لا للفرس فقد بركت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم في مكان مسجده وعند ما دخلت الحرم يوم الحديبية وإذا كانت بركة النسبة للأنبياء عليهم السلام وللأولياء رضوان الله عليهم يظهر أثرها في العجماوات فما بالك في الآدمي الذي هو أشرف المخلوقات فلا تقصروا أخواني من خدمة الصالحين وزياراتهم وملاقاتهم وحبهم وحسن الاعتقاد فيهم فإن لذلك أثرا عجيبا في تليين القلوب وتسخير النفوس والله تبارك وتعالى يجعلنا من المحبين لأهل ولايته ويحشرنا مع حزبهم وفريقهم في دنياهم وآخرتهم.

وبازاء روضة هذا السيد بئر عذبة الماء باردة ثم قال ومررنا على أثار ساقية فيها قنوات تحمل الماء إلى المدينة المذكورة من عين هناك يقال لها عين كعام وفيها صنعة عجيبة وأبنية غريبة بحجارة منحوتة عظيمة تحار فيها العقول منها أحجار من أربعة أذرع فأكثر منقورة في وسطها نقرا متقنا والحجر في غاية الضلابة قريب من حجر الصوان.

পৃষ্ঠা ২২৫