181

العارفين ويل لمن ترك يقين نفسه لظن غيره والويل واد في جهنم تستعيذ منه جهنم في كل يوم سبعين مرة وبالجملة ففيها أفاضل لا سيما سيدي ناصر الذي أعتزل بأهله وسكن بيت اخصاص إذ هو وزوجه عجوزة خفيف الحال أي لا مال له ولا أهل وقد تجرد للعبادة وأطعم لنا بسيسة من كديده رضي الله عنه وأرضاه بمنه وكرمه وأما سيدي محمد [فانه] أتى إلينا بحمل جمل شعيرا وضيافة من لحم وغيره نعم أولاد سيدي البشت وأولاد القمود كلهم في الزاوية الغربية على خير.

فإذا تمهد هذا العلم فاعلم أن في الزاوية الغربية الصالحين وأهل الخير لا نظير لهم فيما علمت غير أن أهل الجزائر يعني من سكن المدينة وكذا أهل وطننا فإنهم أعظم منهم لا سيما جبال زواوة فإنهم أكرم شيء في الوجود إذ يأكلون الردي ويطعمون الضيف الطيب ووطنهم في غاية الضيق من المعيشة إذ هم خلق كثير لم يكن وطن أكثر منه وقد سمعت ممن يوثق به ممن علم أرض مصر وجبال زواوة فقال هم أكثر من مصر فأضعاف وقد استنشقت بعض الأدلة على وجود الطائفة التي على الحق ولا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة أن الكثير منها في عمالة طرابلس وعمالة زواوة من عمالة الجزائر فلا يشك من خالطهم وثابنهم (1) أفاض الله علينا من بركاتهم وجعلنا في زمرتهم.

تنبيه مخالطة المتمكن في طريق من طرق الحق تفيد صاحبها ذلك إذ من تحقق بحالة لا يخلو الحاضرون منها لأن المرء على دين خليله وكل خير وكل شرفي الخلطة واللقمة وكل ما شئت فمثله تفعل وصاحب من شئت فأنت على دينه انظر قواعد الشيخ زروق وقد منحت بعض الفتح منهم ومن غيرهم من الذين رأيناهم في مكة والمدينة ومصر وغيرها نعم من اعتقد فيهم وأحسن إليهم وسلم لهم وصدقهم رزق

পৃষ্ঠা ১৯৮