178

تعدد لهلكت العوام وأما من غلب عليه سطوة التجلي تلاشى كل شيء سواه وقال أنا هو غير أنه ممزوج بكدر الاتحاد ولذا لا تسمح الشريعة في مثل هذا القول نعم صاحب الحال محمول لا حامل فإذا رجع إلى صحوه قال أنت أذلو قال أنا هو مع الصحو لكفر بإجماع لأن الله تبارك وتعالى قسم أهل الحق قسمين متلونا ومتمكنا فصاحب التلوين ملكه الحال وهو أول مقامات النبي صلى الله عليه وسلم وبدايته بدليل قوله زملوني زملوني الحديث إذ التكاليف والتصاريف (1) لا يستطيع البشر حملها ولذا طلب المعونة بالتغطية والضم ليتيسر حمل أعبائها فلما تمكن يأتيه الملك ولا يتغير ودليل التلوين قوله تعالى : ( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) الآية وأما التمكين (2) فقوله تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ولقوله أيضا : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) الآية فلما تحقق بعض الفقراء من زماننا بهذا وظهرت عليه آثار الغيب والمحو لما صاحبهم من الشهود بملاحظة المعبود تحركت همتهم بالشطحات السالفة من أنواع الواردات المختلفة فمن رزق الإنابة سلم لهم أحوالهم ، ووكل أمرهم إلى مولاهم ، ومن حرم والعياذ بالله كفاه الحرمان وهو أصل كل شقاوة نازعهم في تواجدهم وأحوالهم وصار يبطلها بأدلة وهمية ، وتخيلات واهية ، ونزغات (3) شيطانية ، عله أن يسقطهم في عين الخلق ومن كان في عين الحق لا يسقطه عن الخلق والله يقول : ( تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (7)) والذين كفروا بمشاهدة الحق وتحلية القلوب بالحق فتعسا لهم لما تحملوه من الحجاب العظيم غير أن هذا لا يكون إلا من الفقيه الفح الذي سولت له نفسه الحمقاء أن يقول ما يوجب الرجوع عن باب الله

পৃষ্ঠা ১৯৫