وسيدي علي هذا سمعت منه انه قال رأيت فاطمة الزهراء في النوم فقالت أنت من جيراننا ثم إنه ذهب إلى الحج ومات في المدينة المشرفة ودفن في البقيع بلغنا الله ومن تعلق بنا ببركة جميعهم.
وكذلك زرنا سيدي الهادي وأولاده كان رضي الله تعالى عنه مقبلا على الله وله بسطة في الدنيا وأقبلت عليه الناس ثم بعد ذلك امتحن ونجا بفضل الله تعالى بان تعدى عليه طلبة الشيخ سيدي أحمد بن إدريس إذ بلغ أمرهم الظلم والتعدي والفتنة للناس وهلاكهم وقطع شجرهم وأصابتهم غيرة من الشيخ وحسد فعادوه وحرقوا قريته وأخذوا ماله وقتلوا ولده ولما أحاطوا بداره ولم يتركوا فرجة له يخرج منها ظنا منهم يمسكونه بأيديهم ركب فرسه وهي طويلة جدا وهو رجل طويل بلغ فيه الغاية فلم أر رجلا مثله إلا النادر وخرج من باب صغير بحيث لا يخرج منه إلا الطفل المراهق أو ربعة من الناس نعم لا يخرج من ذلك إلا بعسر فخرج بفرسه على حاله فكل من رأى ذلك وعلم بحاله تعجب من ذلك كثيرا فنجاه الله تعالى وسلم ثم أني رأيت له قصيدة كبيرة في شأن هؤلاء الطلبة المتعدين وان خصها بعض الأوزان الشعرية فان مذهب المتقدمين لا يشترطون ذلك وإنما هو مذهب المتأخرين على أنه إن استقامت حالة الإنسان وكانت همته عالية متعلقة بالله تعالى لا يضره مخالفة القوانين الأدبية ولا غلبة العجمة ولا قلة العلم وقد ذكر فيها انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم انه قال له سيهلكهم الله بان قبلت فيما طلبته (1) فيهم وكان الأمر كما ذكر بان شتت الله جموعهم وفرق أمرهم تفريق أيدي (2) سبا وان بقيت منهم حثالة فقد رق حالهم وضعف أمرهم غير انه إن بقي منهم ولو واحد لا يخلو من
পৃষ্ঠা ২৪