فبهت التاجر ولم يعرف ما يقوله :
وكان قد ذكر لي رجل من علماء النصارى في مدينة مراكش ، وكان راهبا ثم أسلم ، وسمي برمضان ، ثم مشى إلى بلاد السودان ، ومات بها والله أعلم ، وقال لي : إن السلطان مولاي أحمد رحمه الله تعالى أمر بإحضاره بين يديه بعد أن علم أنه من علماء النصارى ، فقال له : ماذا تقولون في سيدنا عيسى عليه السلام ؟ قال : إنه أحد الثلاثة في الألوهية أو كما قال : وإنه مات ليخلص العالم من الذنب الأول الذي عمله أبونا آدم. قال له السلطان : أنا أضرب لك مثلا حتى ترى الغلط الذي أنتم عليه ، فقدر أنني أمرت أن من يدخل في هذا البستان الذي بدارنا السعيدة نقتله ، واتفق أن واحدا ممن علم بالمنع دخل البستان وعصاني ، فلما صح ذلك عندي أمرت الخدام أن يأتوني بابني ، فلما أحضروه قلت لهم : اقتلوه لأجل دخول فلان في الجنان الذي نهيت عن الدخول فيه. قال للراهب : هذه مسألتكم على زعمكم أن عيسى هو ابن الله وقتل ، وهل يقول عاقل بمثل هذا القول؟ فخرس الراهب وبهت ، ولم يجد ما يجاوب به ، قلت للراهب : هذا الكلام لم يبق لكم ما تقولون ، قال لي الراهب : بقي لي جواب ، قلت له : ماذا هو؟ قال لي : بعد أن مشيت إلى الدار أصبته ، وذكره لي ، وكان كلاما ليس فيه ما يقال ولا ما يكتب ، فما بعد الحق إلا الضلال. وقد وقع لي كلام في مدينة روان مع قاضي القضاة بعد أن زرته ، وكان يعرف اللسان العجمي الأندلسي ، فسألني عن مسألة في ديننا لأنهم كانوا مختلفين
পৃষ্ঠা ৫০