المضطر ، وإغاثة الملهوف ، والشدة على الجبابرة ، والكيفية الحادة على الفراعنة ، لا يخافون في الله لومة لائم.
في أغلب أمورهم يحبون في الله ويبغضون فيه، ويعدلون في الحكم، وينصفون في الوزن، ولا يبخسون أحدا بشر ظهر منه، بل يزنون خيره وشره، ويوفونه مرتبته ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) صبر عند اللقاء ، يتعافون عن الزلة في حقوق أنفسهم ، لا في حقوق الله ، ليسوا بفظاظ ولا غلاظ، ولا صخابين في الأسواق ، بل يعفون ويصفحون ويحلمون ويكافئون بالحسنة من أساء إليهم. يحبون السنن ويميتون البدع ويمحقونها.
أهل حضور في الصلاة، خاشعين فيها لله. يعرفون لمن يصلون، ولمن يعبدون إذا ذكروا في الصلاة صغر عندهم ما سوى الله، وما سوى أمره في قلوبهم. يتلون كتاب الله ويتدبرونه. أهل الفناء في أمر الله. افنوا ذواتهم في طاعته، ورضوا بأقداره وأقضيته. الرسول صلى الله عليه وسلم نصب أعينهم، كلما حدثت حادثة شخصوا ببصر بصائرهم نحوه ، فيستمعون من سنته ما يؤديه عن ربه، فيعملون بذلك. ينفذون أحكامه وقضاياه. قد بذلوا نفوسهم لنفع المتعدي في مصالح الإسلام وأهله، وإصلاح ما فسد من أديانهم في عقائدهم وأعمالهم وأحوال قلوبهم.
ورثة الأنبياء . مصابيح الدين . غيظ المنافقين. فرح المؤمنين.غبطة النبيين.
بهجة الصادقين. قدوة الصالحين. أئمة المقتفين. نور أهل الأرض وسراجها.
بهم عرف الدين وحقائقه، وعرف السلف وطرائقهم، كأنهم قد صحبوا الصحابة، فما أشبههم بسمتهم ودلهم وبذلهم. والذي أعتقد فيهم أنهم لا يعجزون عن شأن الصوفية الذين وجدتهم بالإسكندرية في حقائقهم وأحوالهم ، لكن شغلهم عن ذلك الاصطلام الاهتمام بمصالح الدين والإسلام هذا وإن كان أولئك أصحابي - شغلا عظيما بربهم. قد هامت به قلوبهم بهتة وتعظيما وإجلالا لكن من هو في إقامة الدين، وإظهار شرائعه وشعائره، لا يليق به أن يصطلم كاصطلام أولئك الذين لم يبق لهم متسع إلا خالقهم، ولو تفرغوا عن الاشتغال
পৃষ্ঠা ৪৮