ونهيه عن التواضع للولاة حكم شرعي ؛ قال صلى الله عليه وسلم : «من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه» (1). وأرى هذا الحديث مبنيا على الحديث الآخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله احب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (2).
فكان (3) من تواضع لغني لأجل غناه ، قد سقطت عنه الخصلتان الأوليان ، إذ صار الغنى أحب الأشياء إليه ، وأحب المرء لغير الله ، وإذا سقطت الخصلتان من الثلاث فقد ذهب الثلثان ، فهذا وجه تخصيصهما والله أعلم.
وأنشدني لابن جبير بمثل السند (4): [39 / آ] [الخفيف]
أيها المستطيل بالبغي أقصر
ربما طأطأ الزمان الرؤوسا
পৃষ্ঠা ১৭৪