وأما العالم بدينه وسنة نبيه ﷺ المتمسك بها فهو على دراية ويقين بحال هؤلاء فلا تنطلي عليه أباطيلهم وأكاذيبهم وما يستندون إليه من المنامات التي جعلوها مصدرا للتشريع والابتداع في دين الإسلام.
وصاحب السنة يعلم كذلك عاقبة بدعهم فيطبق عليهم بذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ ١.
وقوله ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"٢.
فتلك هي النتيجة الحتمية لكل بدعة، فالله تعالى قد جعل للعمل المقبول شرطين أحدهما: الإخلاص وثانيهما: الاتباع، قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ٣.
فقوله ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾ أي ما كان موافقا لشرع الله، ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له وهذان ركنا العمل المتقبل فلابد أن يكون خالضا لله صوابا على شريعة رسول الله ﷺ"٤.
ب- ضربه ﷺ الأمثال في الحث على طاعته.
أولا: عن أبي موسى ﵁ عن النبي ﷺ قال: "إنما مثلي ومثل ما
١ الآيتان (١٠٣، ١٠٤) من سورة الكهف.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلح: باب إذا اصطلحوا على جور. فتح الباري (٥/ ٣٠١) ح ٢٦٩٧، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة (٥/ ١٣٢) .
٣ الآية (١١٠) من سورة الكهف.
٤ تفسير ابن كثير (٣/ ١٠٨) .