٧- إِنَّ الْخِلافَةَ فِي قُرَيْشٍ مَا لَهُمْ ... فِيهَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ تَفْرُوقُ [١]
قَالَ: وَأَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ [٢]، حَتَّى وَقَفَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، إِنَّكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَا ذَكَرْتُمْ مِنَ الْفَضْلِ وَالشَّرَفِ والنصرة، فو الله لا يُنْكَرُ لَكُمْ ذَلِكَ، وَلَيْسَ فِيكُمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلا عُثْمَانَ وَلا أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَلَمْ يَجِبْ عَلَيْكُمْ أَنْ تُسَوُّوا فِي الْفَضْلِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، فقال له زيد بن الأرقم الأنصاري: يا ابن عَوْفٍ، إِنَّا لا نُنْكِرُ فَضْلَ مَنْ ذَكَرْتَ، وَإِنَّ مِنَّا لَسَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَمِنَّا سَيِّدَ الأَوْسِ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ (الَّذِي) اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِهِ، وَمِنَّا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ [٣] أَقْرَأُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمِنَّا مَنْ يَجِيءُ إِمَامَ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ [٤]، وَمِنَّا أفرض أهل دهره زيد بن
_________
[١] كذا بالأصل: (تفروق) لعله (الفرق) وهو مكيال صغير، أي ليس لهم شيء، ولعله أراد بالتفروق (المفارقة) أي أن الخلافة لا تفارق قريشا فهي مجتمعة لهم.
[٢] عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث الزهري القرشي، صحابي أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم، وأحد السابقين إلى الإسلام، كان جوادا شجاعا عاقلا، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وجرح يوم أحد إحدى وعشرون جراحة، كانت حرفته التجارة، واجتمعت له ثروة كبيرة أنفق الكثير منها في سبيل الله، توفي في المدينة سنة ٣٢ هـ-.
(صفة الصفوة ١/ ١٣٥، حلية الأولياء ١/ ٩٨، تاريخ الخميس ٢/ ٢٥٧، البدء والتاريخ ٥/ ٨٦، الإصابة ٤/ ٢٤٦- ٢٥٠، الأعلام ٣/ ٣٢١) .
[٣] أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار من الخزرج، صحابي من الأنصار، كان حبرا من أحبار اليهود قبل الإسلام مطّلعا على الكتب القديمة، ولما أسلم كان من كتاب الوحي، شهد مع النبي ﵌ بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، وكان يفتي على عهده، وهو الذي كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس زمن عمر، اشترك في جمع القرآن زمن عثمان، له في الصحيحين وغيرهما ١٦٤ حديثا، وفي الحديث: (أقرأ أمتي أبيّ بن كعب)، توفي بالمدينة سنة ٢١ هـ-.
(طبقات ابن سعد ٣/ ٢/ ٥٩، غاية النهاية ١/ ٣١، صفة الصفوة ١/ ١٨٨، حلية الأولياء ١/ ٢٥٠، الأعلام ١/ ٨٢) .
[٤] معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، صحابي كان أعلم الأمة بالحلال والحرام، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي ﵌، شهد العقبة وبدرا
1 / 44