============================================================
وقال تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن اهوى)(1) وقال تعالى: { ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب(2) .
الله تعالى باب ما ينال به خوف وعيد قلت: فيم ينال الخوف والرجاء، قال: تعظيم المعرفة بعظيم قدر الوعد والوعيد.
قلت: فبم ينال عظيم المعرفة بعظيم قدر الوعد والوعيد؟
قال: بالتخويف من شدة(3) العذاب والترجي لعظيم الثواب.
قلت: وبم ينال التخويف؟
قال: بالذكر والفكر في العاقبة، لأن الله عز وجل قد علم أن هذا العبد إذا غيب عنه ما قد خوفه ورجاه لن يخاف ولم يرج إلا بالذكر والفكر ، لأن الغيب لايرى بالعين، وإنما يرى بالقلب في حقائق اليقين . فإذا احتجب العبد بالغفلة عن الآخرة، واحتجب عنها بأشغال الدنيا لم يخف ولم يرج إلا رجاء الإقرار وخوفه (4) .
وأما خوف ينغص عليه تعجيل لذته مما كره إلهه عز وجل، ورجا ة يتحمل به ما كرهته نفسه فيما آحبه ربه فلا، ما دام مؤثرا اهوى نفسه، وإنما يجتلب ذلك الخوف والرجاء - بمنة الله عز وجل - بالذكر والفكر والتنبيه والتذكر لشدة غضب الله واليم عذابه وليوم المعاد.
وقد أخبر الله أن أولياءه اجتلبوها بذلك، وقال: لايات لقوم ي تفكرون)(5) ، وقال: {الذين يذكرون الله قياما وقعودأ وعلى جنوبهم 1) سورة النازعات، الآية: 40.
(2) سورة الرعد، الآية: 21.
(3) في ط: لشدة.
4) يعني الرجاء والخوف الذي يقربهما كل إنسان دون ممارسة وذوق ومنازلة .
(5) سورة الرعد، الآية: 3.
পৃষ্ঠা ৬৩