============================================================
وأخيرا وأولا هل كان سيد البشر ه مصابا بأزمة نفسية وهو يرفض الدنيا المعروضة عليه بمفاتيحها، ويختار الفقر ليشكر ويصبر هناك فرق كبير بين الأزمة النفسية المصطلح عليها حديثا ، وبين الانتصار علىا النفس ، وتسخيرها لخدمة المجموع، وإنكارها في سبيل بناء مجد حضاري يقوم على المثل الأعلى.
فالأزمة النفسية المصطلح عليها حديثا علة عصبية تقارب الجنون ، أما الانتصار على النفس كما أوضحناه فهو قمة الاعتدال على المستوى العالمي، وقمة الأخلاقا الانسانية المرضية عند الله، وعند المحتاجين إلى العون من الناس .
وهل كان الإسلام إلا خروجا عن المألوف في عصره لدى جميع الأمم، وفي قلب جزيرة العرب؟ خروجا في كل شؤون الحياة؟ من العلو في الأرض إلى التواضع والفقر إلى الله، من الأثرة إلى الإيثار ، من التطاول في البناء إلى قدر الضرورة؟ من كل شيء تقره النفس وتهواه، إلى كل شيء يقره وعي الروح الموصول بالغيب ويهواه رب الغيب2 ولكن ما حيلتنا في العصر ومصطلحاته، وما حيلتنا في انقياد المفكرين الأعمىا الى كل ما هو أجني عن بيئتهم وتقاليدهم، وما حيلتنا في ظلمات القلوب وإغراقها في الأضواء الكاذبة، والتراث المسموم.
وما وصفه الإمام المحاسبي من حالته النفسية في أول عهده بالبحث عن المنهاج الذي يرتضيه لنفسه لا يدل من قريب ولا من بعيد على آنه مريض نفساني على الاطلاق، فلا ندري من أين استقى القائلون بمرضه نفسيا معلوماتهم استمع معي آيها القارىء الكريم إلى العبارات التي وردت في مقدمة وصاياه الا والتي استند إليها القائلون بإصابته بأزمة نفسية .
م أزل برهة من عمري أنظر اختلاف الأمة، وألتمس المنهاج الواضح...
وأستدل على طريق الآخرة بارشاد العلماء... ورأيت اختلافهم بحرا عميقا غرق فيه
পৃষ্ঠা ১৮